قيل: لذة العرفان تنسي لذة الأبدان، وقيل: أين أبناء الملوك عن لذة العلم؟
تعلم فإن المرء يولد جاهلا ... وليس أخو علم كمن هو جاهل «1»
لأن العلم أنس النواظر والأسماع، وصيقل الخواطر والطباع، وغصون شجرة الإنسانية تعطي بتحصيل العلم ثمرات السعادة، والعلم في الدارين هو المرعى المونق والغدير المغدق. ومن كمال العلم، أن العلماء في المرتبة الثانية بعد الملائكة، قال تعالى وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ
«2» ، وكانت شهادتهم بعد شهادة الحق تعالى، قال تعالى قُلْ كَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ
«3» .
* العلم هو مفتاح كنز الوجود ... وهو عصارة المقصود
ولإن العلم نافع في الدارين ... ترى من سيستغني عنه؟
حين يسهر العالم بالبحث ... يغط الجهلة في نوم عميق
من الجهل تأتي المحن والمظالم ... وليس أحد سعيدا بالجهل
إن سير العلم في الآفاق ... أظهر كنز الفضل ومكارم الأخلاق
والمصنّف، بحكم صنوف صروف الدهر، والضعف والشيخوخة، والزمان غير المؤاتي- وهو ما لا علاج له- وقلة المال وكثرة العيال، واستغناء الخلق عن الإفادة والاستفادة:
بغير بضاعة نالوا مناهم ... فلم يسعون في طلب البضاعة؟
الذي وقفت موانع وحواجز في طريقه: