حيث هجم باغر التّركي مع مجموعة من الغلمان بإشارة من المنتصر على المتوكل الذي كان جالسا في مجلس لهو، وكان البحتريّ حاضرا هناك، فقال قصيدة منها:
لنعم الدم المسفوح ليلة جعفر ... هرقتم وجنح الليل سود دياجره
فلا ملأ الباقي تراث الذي مضى ... ولا حملت ذاك الدعاء منابره
وقال أحمد بن إبراهيم الأسديّ «1» :
هكذا فلتكن منايا الكرام ... بين ناي ومزهر ومدام
بين كأسين أروتاه جميعا ... كأس لذّاته وكأس الحمام
[283] وقال «2» :
كم آمن متحصّن في جوسق ... قد آب منه بليلة المتوكّل
وقد بقيت الشجرة في واحد من منازل الجعفريّة إلى عهد قريب.
ولم يحل الحول حتى كان جميع الذين سعوا في ذلك الأمر- أمر الشجرة- قد ماتوا:
وإلى نيسابور الذي أمر بذلك- أبو الطيب طاهر- والنّجّار والحدّاد ومن كان يعمل معهم، والنظارة وحاملو الخشب، وهذا من الاتفاقات العجيبة. أما شجرة السرو التي في فريومد فقد كان عمرها أطول من ذلك، إذ بقيت إلى سنة سبع وثلاثين وخمس مئة، أي بعد مئتين وواحد وتسعين عاما على قطع الشجرة التي في كشمر، حيث أمر الأمير الإسفهسالار ينالتكين بن خوارزم شاه بإحراقها، وكان بقاء تلك الشجرة في فريومد، ألفا وست مئة وواحدا وتسعين عاما «3» ولم يقع عليه