كتبها بالفارسية ومنها تاريخ بيهق.
يشترك تاريخ بيهق في السمات العامة مع مثيلاته من التواريخ المخصصة لمدن بعينها مثل تاريخ مدينة السلام للخطيب البغدادي، وتاريخ دمشق لابن عساكر، والتدوين في ذكر أهل العلم بقزوين للرافعي القزويني، والقند في ذكر علماء سمرقند للنسفي، وتاريخ جرجان للسهمي، وتاريخ نيسابور للحاكم «1» ، وتاريخ طبرستان لمحمد بن الحسن بن إسفنديار (ألف سنة 613 هـ) وغيرها. حيث تبدأ بذكر مناقب المدينة وما ورد فيها من أحاديث نبوية شريفة- وبعضها مختلق- ثم كيفية بنائها مع ذكر خططها والقرى التابعة لها بتفاصيل لا توجد حتى في الموسوعات الجغرافية.
ينتقل الحديث بعدها إلى العلماء والشعراء والأدباء وكبار الشخصيات ممن ولدوا فيها أو زاروها، والحديث عمن توفي منهم فيها وبشكل خاص صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تشرفا بهم وتبركا استنادا إلى حديث أورده مؤلفنا هو: «ما أحد من أصحابي يموت ببلدة إلا كان قائدا ونورا لهم يوم القيامة» .
لقد حفظ علينا هذا التاريخ نصوصا ومقتبسات من مصادر كانت بين يديه من مكتبات عامة أحرقت خلال الحروب والغزوات- فضلا عن المكتبات الخاصة- ومنها:
1. خزانة كتب بلاد الري التي قال عنها وهو يعلق على قول الصاحب بن عباد عن مكتبته الخاصة: «عندي من كتب العلم خاصة ما يحمل على أربع مئة جمل أو أكثر» ، وقال: «وأنا أقول: بيت الكتب الذي بالري على ذلك دليل بعد ما أحرقه السلطان محمود بين سبكتكين. فإني طالعت هذا البيت فوجدت فهرست تلك الكتب عشر مجلدات «2» » .
2. مكتبة الخاتون مهد العراق، وهي أميرة سلجوقية أسمها جوهر خاتون