الدولة استولى على ميراث علي بن كامة، فأوقع اولاده في الفقر، قال مصنف مزيد التاريخ إنه وجد في ميراثه من نوع واحد ألف منّ من الأواني المصنوعة من الذهب الخالص، وخمسة آلاف من الأواني الفضة.
وكان لعلي بن كامة إقطاع سمنان وسمنك، وقد جاء إلى خراسان مع الحسن بن فيروزان وآخرين، واستوطن بيهق في شهور سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة، وله هناك ابن اسمه إبراهيم، ومن أعقابه: الإمام أبو سعد المحسن بن القاسم بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن علي بن كامة. توفي الإمام أبو سعد بن كامة في شهور سنة سبع وعشرين وخمس مئة.
فصل: كان الأمير ناصر الدولة أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن سيمجور «1» ، قد أعطى سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة ناحية بيهق إقطاعا للقائد ابن شير ذيل وكان أهل بيهق يسمون صدر هذا المقطع [134] : ميدان الشيطان، وأنفه: صدف الهوس، وحركاته مظهر الأرواح ذات الوجوه المسودة.
وكان هذا الوالي مشغولا بإشباع الشهوة والنهامة «2» ، وقد أبدل صفاته البشرية وسماته الإنسانية بطباع الوحوش، فرفع الناس أيديهم بالدعاء وسألوا الحق تعالى أن يجيرهم، فذهب هذا القائد إلى جرجان وكان له مصاف مع بيستون بن شيرزاد، وقتل في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة، ولم تطل مدة ولايته أكثر من سنة.
ومات بيستون بأسترآباد في رجب سنة سبع وستين وثلاث مئة.
ولما أراد أبو يحيى الأشعث بن محمد الكثريّ «3» أن يغادر نيسابور إلى الحجاز،