فإن يك عتّاب مضى لسبيله ... فما مات من يبقى له مثل خالد «1»

وقد تجاوزت راية رعاية الرئيس أبي علي هذا لرعاياه كوكب زحل، ونقشت آثار كفايته وهدايته على صفحات العصر، وساس هذه الناحية- بيهق- بالإنصاف، وتوفي ليلة السبت فجأة بدون مرض في السابع من ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة، وقيل إنه أصيب بالسكتة «2» ، ودفنوه من غير أن يعلموا ذلك، ودامت مدة رئاسته عشرين عاما، وقد أنشد الدهر في رثائه هذه الأبيات:

كان الذي خفت أن يكونا ... إنا إلى الله راجعونا

[96]

أمسى المرجى أبو علي ... موسّدا في الثرى دفينا

حتى استوى وانتهى شبابا ... وصدّق الرأي والظنونا

أصبت فيه وكان حقا ... على المصيبات لي معينا

وكان له أخ يدعى فخر العلماء أبا عبد الله محمد بن المظفر «3» ، وهو رجل عالم وفاضل وزاهد ومفضل، معروف بالصيانة ونزاهة النفس، وكان كلما رأى أبي أو رآني قال: صداقة الآباء قرابة الأبناء، وله هذان البيتان في حق أبي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015