أمغرى بالدلال دع الملالا ... فمن يدم السري يجد الكلالا [1]
ولا تنس الإخا واذكر عهودا ... عهدنا للسرور بها انقبالا [2]
ولو حملت ما حملت من ضنبا؟ ... من الهجران لم تطق احتمالا
ولست وإن حملت رسيس وجد ... بهجرك مزمعا عنك احتمالا
فهب لمتيم يهواك قلبا ... يحاذر من تقلبك اغتيالا
وإن تك غير منّان بوصل ... فزر بخيالك الدنف الخيالا
مولده سنة سبع وتسعين بهيت- وقيل: سنة خمس وتسعين وأربعمائة تقريبا، وتوفي يوم الأربعاء لسبع بقين من ربيع الأول سنة خمس وسبعين وخمسمائة، ودفن من الغد [عند قبر] [3] الإمام أحمد.
وذكر أبو بكر بن مشّق: أنه توفي ليلة الخميس رابع عشر ربيع الآخر.
من أهل الحريم الطاهري صاحب الديوان المشهور، وحدث عن أبي الحسن أحمد ابن علي بن الباذي والأمير أبي مُحَمَّد الْحَسَن بْن عِيسَى بْن المقتدر بالله، وكان أبو علي هذا إماما في النحو واللغة وعلم الأدب، وعلق عنه الحافظ أبو بكر الخطيب شيئا من رسائله.
ومن شعره:
يا قلب مالك لا تفيق وقد ... رأت عيناك ذلّ مصارع العشاق
فبكت بك الحدق الحسان ولم تزل ... تشكي [إليك] [5] جناية الأحداق
لو مس وجدي عين [6] عذبه ... والنار أذهلها عن الإحراق
صروا على أبياتكم بلديغكم ... يشفي ولا سعة هلاك الراقي
واستوهبوا لي نظرة تحيي بها ... ما مات مني أن يموت الباقي
فوقى العقارب في السوالف رشفها ... والسم ممتزج مع الترياق [7]