توفي علي بن أبي نصر الحربي [1] في شوال سنة أربع وستمائة، ودفن بباب حرب وقد جاوز السبعين.
من أهل باب البصرة، سمع أبا الحسن علي بن أحمد بن الدهان المرتب، وحدث باليسير، سمع منه الشريف أبو الحسن علي بن أحمد الزيدي، وشيخنا عمر بن أحمد ابن بكرون الشاهد.
والد عبيد الله الذي قدمنا ذكره، هكذا رأيت نسبه بخط ولده، وقد روى عنه حديثا زعم أنه سمعه من أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن عَبْد الباقي الْأَنْصَارِيّ، ورأيت عامة مشايخنا يبطلون ذلك من سماعه ونسبه ويذكرون أنه ابنه اختلق له نسبا وسماعا ولم يكن له معرفة بشيء من ذلك، وكان عاميا يخدم المرضي في المارستان. ذكر عبيد الله بن علي ونقلته من خطه أنه أباه مات في ليلة الإثنين مستهل شهر رمضان سنة ست وسبعين وخمسمائة، ودفن من الغد بباب [....] [2] .
والد علي بن علي الذي تقدم ذكره، ولد بعكبرا ونشأ بها، ودخل بغداد في صباه وقرأ الأدب على أبي القاسم بن برهان النحوي، ثم انحدر إلى البصرة وصار كاتبا لنقيب الطالبيين بها، وأقام هناك مدة، ثم عاد إلى بغداد في سنة تسعين وأربعمائة ونزل بالكرخ، وولي الكتابة لنقيب الطالبيين إلى حين وفاته، وكان كاتبا حاذقا أديبا شاعرا، روى عنه ولده شيئا من شعره.
أخبرني شهاب الحاتمي بهراة، أنشدنا أبو سعد ابن السمعاني قال: أنشدني علي بن سعد الكاتب قال: أنشد أبي لنفسه:
حالي بمحمد الله حال جيد ... لكنه من كل حظ عاطل
ما قلت للأيام قول معاتب ... والرزق يدفع راحتي ويماطل