أقمت فكنت في بصري مقيماً ... وغبت فكنت في ضمن الفؤاد
وما شطت بنا دار ولكن ... نقلت من السواد إلى السواد
أخبرنا شهاب الحاتمي بهراة، حدّثنا أبو سعد بن السمعاني، أنشدنا يوسف بن محمد الدمشقي، أنشدنا علي بن مرشد لنفسه:
ودعت صبري ودمعي يوم فرقتكم ... وما علمت بأن الدمع يدخر
وضل قلبي عن صدري فعدت بلا ... قلب فيا ويح ما آتى وما أذر
ولو علمت ذخرت الصبر منبعثا ... إطفاء نار بقلبي منك تستعر
أنشدنا الحاتمي، أنشدنا ابن السمعاني، أنشدنا يوسف الدمشقي قال: سمعت علي ابن مرشد يقول: سمعت دراجا يصيح بدرب حبيب فعلمت فيه هذه الأبيات- وأنشدنيها:
يا طائرا لعبت [1] أيدي الفراق به ... مثلي فأصبح ذا هم وذا حزن
داني الأسى نازح الأحباب مغتربا ... عن الأحبة مصفودا عن الوطن
بلا نديم ولا جار تسر به ... ولا حميم ولا دار ولا سكن
لكن نطقت فزال الهم عنك ولي ... هم يقلقل أحشائي ويخرسني
وكل من باح بالشكوى استراح ومن ... أخفى الجوى بث عنه شاهد البدن
أرقت عني بنوح لست أفهمه ... معما بوجدي من وجد يورقني
وما بكيت ولي دمع غواربه ... إذا ارتمت منه لم تنسق السفن
أخبرنا الحاتمي، أنشدنا السمعاني، أنشدنا يوسف الدمشقي قال: وأنشدني علي بن مرشد لنفسه وكتب بها إلى صديق له:
ما فهمت مع متحدث شاغلًا ... إلا رأيتك خاطراً في خاطري
فلو استطعت لزرت أرضك ماشياً ... بسواد قلبي أو بأسود ناظري
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي بدمشق، أنبأنا عمي أبو القاسم علي بن الحسن الْحَافِظ قال: علي بن مرشد بن علي الكناني كان أكبر إخوته، بلغني أنه ولد سنة سبع وثمانين وأربعمائة بشيزر [2] ، سمع الحديث ببغداد