لحظات أسماؤهن استعارا ... ت وما هن غير طعن وضرب
إن أجب داعي الهوى غير راض ... فالصد بالله اكرها بلبي
هل أرى في السهاد مسحا بعيني ... من أمري في الرقا دليلا بقلبي
أمل كاذب قطاف ثمار ... من غصون ملتفة بالعصب
كلما رنح النسيم فروع البان ... هزت أعطافها بالعجب
إن روض الخدود ليس لرعى ... وخمور الثغور ليس لشرب
أرى ميته تطيب بها النفس ... وقبلا يلذ غير الحب
لا يزل بي عن العقيق ففيه ... وطرى إن قضيته أو نحبي
أجمل أن لا أزور ديارًا ... يوم بانوا دفنت فيها لبي
لا رعيت الغرام إن قلت ... للصحبة حفى عنه وللعيش هبي
وقفه بالركاب يجمع فيها ... فرحة لي وراحة للركب
في كناس الأرطي سبهه ... لقينا حماها العفاف من الحجب
قبل ما لنا ما طعمنا ... إن قرى الذل في الزلال العذب
طلعت وجهه وقابلها البدر ... فسوت ما بين شرق وغرب
كل شيء حسبته من تحتها ... سوى عدها الصبابة ذنبي
وأخبرني الحاتمي، أنشدنا ابن السمعاني، أنشدنا أبو الحسن بن عبد السلام، أنشدنا أبو منصور بن الفضل لنفسه:
شدوا على ظهر الصبا رحلي ... إن الشباب مطية الجهل
إن أخرت نفسي إلى أمد ... دبرتها في الشيب بالعقل
إن المغرب في مواطنه ... من عاش في الدنيا بلا خل
وإذا الفؤاد ثوى بلا وطر ... فكأنه ربع بلا أهل
من للظباء سواي يقنصها ... إن أسكرتني خمرة العدل
أوغلت في حوض الهوى أنفا ... للقلب أن يبقى بلا شغلي
وخدرت سلوانا فسمتهم ... أن يحرموني لذة الوصل
فضلت دموعي عن مدى حزني ... فنكيت من قتل الهوى قتلي
ما من ذوي شجن يكتمه ... إلا أقول متيم مثلي