ولو أن لي في كل يوم وليلة ... ثمانون بحرًا من دموعي تدفق
لأفنيتها حتى ابتدأت بغيرها ... وهذا قليل للفتى حين يعشق
فبكى جنيد وقال: «هذا قليل للفتى حين [1] يعشق» ، فتواجدنا، وكان الجنيد سكانا لم يتحرك إلا أنه كان يبكي ويقول: «هذا قليل للفتى حين يعشق» فلما كان بعد ذلك وهدأ القوم وسكنوا سألت جنيدًا وقلت: أخبرنا عن سكونك ووجودنا؟
فقال:
وجودي أن أغيب عن الوجود ... لما يبدو علي من الشهود
وما في الوجد لي فخر ولكن ... فخرت بوجد من جود الوجود
من أهل عكبرا، حدث عَنْ مُحَمَّد بن أحمد بن إبراهيم، روى عنه أبو منصور محمد ابن مُحَمَّد بن أَحْمَد بن عبد العزيز العكبري.
ذكره أبو عَبْد اللَّه مُحَمَّد بْن أَبِي نصر الحميدي في كتاب «تاريخ الأندلس» من جمعه وقال: شاعر أديب، قدم الأندلس من بغداد.
أنبأنا ذاكر بن كامل عن مُحَمَّد بن طرخان بن بلتكين بن يحكم، أنبأنا أبو عبد الله الحميدي قراءة عليه، أنشدني أبو مُحَمَّد علي بن أَحْمَد، أنشدني أبو الحسن الفخري لنفسه:
الموت أولى بذي الآداب من آدب ... يبغى به مكسبًا من غير ذي أدب
ما قيل لي شاعر إلا امتغصت لها ... حسب امتغاصي إذا نوديت باللقب
وما دها الشعر عندي سجف منزله ... بل سجف دهر بأهل الفضل منقلب
صناعة هان عند الناس صاحبها ... ............ [2] مرجو ومرتقب
يرجى رضاه ويخشى منه بادرة [3] ... أبقى عَلَى حقب الدنيا من الحقب