التميمي، حدثنا أَبُو جَابِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الأَزْدِيُّ بمكة، حدثنا عِمْرَانُ بْنُ حُدَيْرٍ [1] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: الصَّلاةُ، فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالَ:
الصَّلاةُ، فَسَكَتَ، ثُمَّ قَالَ الصَّلاةُ، فَقَالَ: لا أُمَّ لَكَ، تُعْلِمُنَا بِالصَّلاةِ، وَقَدْ كُنَّا نَجْمَعُ بَيْن الصَّلاتَيْنِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّفَرِ.
قرأت بخط أَبِي الوفاء أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن الحصين الكاتب قَالَ: سَأَلْتُهُ- يعني أبا الْحَسَن الزجاجي- عن مولده، فقال: في سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، قرأت بخط هزارست بْن عوض الهروي قَالَ: سئل الشَّيْخ- يعني أبا الْحَسَن الطبري- عن مولده، فقال: سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بن كامل الخفاف بخطه قَالَ: مات أَبُو الْحَسَن الزجاجي الطبري يَوْم الأحد ودفن يَوْم الاثنين ثاني عشر شوال سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بالخيزرانية، رَأَيْته قريبًا من الشبلي [رحمه اللَّه] .
من أهل سميرم [3] ، ناحية من نواحي أصبهان، كَانَ وزيرًا للسلطان محمود بْن مُحَمَّد بْن ملكشاه، وكان كبير القدر رفيع المنزلة، بنى مدرسة بأصبهان وجعل فِيهَا خزانة كتب نفيسة بخطوط منسوبة، وكان يقدم بغداد كثيرًا وسكنها مدة وحكم بها، وابتنى بها دارًا عَلَى دجلة، وكان ظالمًا سيئ السيرة.
يحكى عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ [يَقُولُ] : قَد استحييت من كثرة التعدي عَلَى النَّاس وظلمي من لا ناصر لَهُ. ولما عزم عَلَى الخروج من بغداد واللحوق بالمعسكر أخذ الطالع لوقت خروجه وركب فِي مركب [4] عظيم بالتجمل والزينة الكاملة، بين يديه الجاندارية والمطرقون بالسيوف والجراب والديابيس، واجتاز فِي سوق المدرسة المنشئة [5] ، فلما وصل إلى مضيق هناك خرج أصحابه كلهم بين يدي دابته وبقي مفردا لضيق الموضع،