مقفر إلا معالمه ... واكف بالودق من مطره
فانثنى والدمع منهمل ... كانسلال السلك عن درره
طاويًا كشحًا عَلَى تعب ... مشحنات لسن من وطره
رحلة الأحباب عن وطن ... وحلول الشيب في شعره
شيم للدهر سالفة ... مستبينات لمختبره
وقبول الدر مبسمها ... أبلج يفتر عن خصره
رووه جيدًا ناعمة ... تستزيد الطرف من نظره
هز عطفيها الشباب كما ... ماس غصن البان في شجره
ورثت من مقلتي رشا ... نفثات السحر من نظره
ذات فرع فوق ملتمع ... كدجا أبدي سنا قمره
وبنان زانه نزف ... ذاده التسليم عن خفره
خصرها يشكو روادفها ... كاشتكاء الصب من سهره
نصبت عيني لها غرضا ... فهو مصمتي بمعتوره
وزهت تيها كأن لها ... نسبًا يزهو بمفتخره
أو أناخت في فناء ملك ... دنت الأخطار عن خطره
ذلك المستظهر الندب الذي ... ورث العلياء عن مضره
فسقي للدين مجتهدًا ... دائبا ينضني مطي فكره
ثم للمجد الصميم فقد ذل ... ما يرقاه من وعره
عم بالأفضال نائله ... فاستقام الجود من صغره
فأبيه العيس بعملها ... كل عاف ظل في سفره
ناويا لا يطبيه كرى ... آملا جدواه في صدره
فاز إذ أضحى يعقوته [1] ... نازلا يحتال في أثره
سحب الإحسان تمطره ... غدقا ينصاغ في درره
يا ابن من حث الإله عَلَى ... ودهم في الغر من سوره
بك وجه الدهر مبتسم ... مخفيًا عنا شبار عبره
كل يوم أنت فيه لنا ... عند سعد لاح في غرره