قصيدة:
بعد الأحبة ميتة العشاق ... سيان بعث للفتى وتلاقي
نفسي فداء مضربين وحسنهم ... والشوق يزدحمان في الأسواق
رحلوا فأفنيت الدموع تحرقا ... من بعدهم وعجبت إذ أنا باقي
وعلمت أن العود يقطر ماؤه ... عند الوقود لفرقة الأوراق
لا ينكر البلوى سواد مفارقي ... فالحرق يحكم صنعة الحراق
أنا شبت حتى ناظر، وسواده ... ومعصفرات نجيعة المهراق
أنشدني أبو الحسن علي بْن عبيد اللَّه القاضي من لفظه للمؤيد الآلسي:
لنا صديق يغر الأصدقاء ولا ... نراه مذ كان في وداود له صدقا
كأنه البحر طول الدهر تركبه ... وليس تأمن فيه الخوف والغرقا
قرأت بخط أبي شجاع مُحَمَّد بْن على بْن شعيب بْن الدهان في تاريخ جمعه قَالَ:
توفي ثالث عشري رمضان من سنة سبع وخمسين وخمسمائة، مات المؤيد الآلسي الشاعر بالموصل، قَالَ: وكان قبل موت المقتفي بسنة عرض المؤيد قصة فبرز عليها «يفرج عنه» كان هذا ضاحي نهار فأفرج عنه، ومضى إلى بيته فاجتمع بزوجته، وبرز [بعد] [1] العصر توقيع الخليفة ينكر الإفراج عنه، وتقدم بالقبض عَلَى صاحب الخبر، فإنه هو الذي عرض القصة، وأعيد بعد العصر إلى الحبس، فبعد موت الخليفة أفرج عن المؤيد، وقد جاءه ولد ونشأ هذا الولد وَقَالَ شعرًا جيدًا، وكان العلوق به في الساعة التي خرج فيها من الحبس. ذكر مُحَمَّد بْن المؤيد الآلسي أن أباه ولد في سنة أربع وتسعين وأربعمائة بآلوس.
من أهل المغرب، جاور مع أبيه بمكة سنين فسمع الحديث من أبي معشر عبد الكريم بْن عبد الصمد بْن مُحَمَّد الطبري، ثم قدم بغداد مع والده واستوطنها، وكان