الوهاب الأنماطي يقول: رأينا جمعة من الجمع أبا المعالي بْن أبي عمامة في جامع المنصور وكان معنا جزء من حديث أبي بكر الشافعي، فأردنا أن نقرأه عليه، فمضينا إليه وسألناه أن يقعد لنا، فأبى فألححنا عليه، قَالَ: فرفع صوته عند سقاية الراضي قَالَ: الناس شهدوا أني كذاب، ثم قَالَ: لا يحل لكم أن تسمعوا من الكذاب قوموا! قَالَ عبد الوهاب: ثم سمعنا بعد ذلك أحاديث بجهد، قَالَ: وكان شاعرًا هجاء خبيث اللسان.
قرأت بخط أبي بكر مُحَمَّد بْن علي بْن فولاذ الطيري قَالَ: ولد- يعني عثمان بْن أبي عمامة- سنة ست وعشرين- يعني وأربعمائة.
قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بْن كامل بْن أَبِي غالب الخفاف بخطه قال: مات عثمان بْن أبي عمامة في ربيع الأول [1] سنة سبع عشرة وخمسمائة، حدثنا [2] عن ابن غيلان وأبي الفتح الرزاز.
من أهل بغداد، سكن رأس العين وتولى الخطابة بها، لقيته برأس العين في رحلتي الأولى إلى الشام في شهر ربيع الآخر سنة تسع وستمائة، وسألته أن أسمع منه شيئًا من الحديث، فذكر لي أنه سمع كثيرًا ببغداد مع أبي الفضل بْن شافع عَلَى المشايخ ومنه أيضا، ولم يكن بيده شيء من الأصول، فسألته أن ينشدني شيئًا، فأنشدني بيتين لم أكتب عنه سواهما، وكان شيخًا حسنًا كيسًا متواضعًا.
أنشدني عثمان بْن علي بْن منصور الخطيب برأس العين قَالَ: أنشدني مُحَمَّد بْن أبي المعالي الصوفي لبعضهم:
هي المقادير تجري [3] في أعنتها ... فاصبر فليس لها صبر عَلَى حال
يومًا تريك وضيع القدر مرتفعا ... إلى السماء ويوما تخفض العالي [4]