أيوب الرازي الفقيه بثغر صور، وسئل عمن له مال [1] وافر لا يعرف كميته [2] كيف يخرج الزكاة؟ فتوقف ساعة ثم قَالَ: يخرجها عَلَى ظنه، ثم لا يرد سائلا يقصده بوجه.
قال السلفي: سألته عن مولده: سنة خمس وتسعين وأربعمائة أو قبلها بقليل أو بعدها؟ فَقَالَ: قد جاوزت التسعين.
قدم واسطًا، وروى بها حكاية عجيبة رواها عنه أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى البابسيري.
حدثني أبو عبد الله محمد بن سعيد الحافظ الواسطي من لفظه وأصله قال: أنبأنا أبو العباس هبة اللَّه بْن نصر اللَّه بْن مُحَمَّد بْن مخلد الأزدي الشاهد قَالَ: حدثنا أبو السعادات المبارك بْن إبراهيم بْن المبارك الخطيب إملاء قال: أنبأنا أبو البركات إبراهيم ابن محمد بن خلف السقطي، حدثنا الحسين بن أحمد بن علي بن التباني [3] ، حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد البابسيري، حدثنا أبو عمرو عثمان بْن عبد الرحمن بْن عثمان البغدادي بواسط، أخبرني أبو بكر مُحَمَّد بْن يزيد في درب بقيع قَالَ: سمعت الفراء محمد بْن الجراح يقول: بينما أنا ذات ليلة أسير عَلَى شاطئ بحر قلزم [إذا] [4] استقبلني رجل كأن رأسه فرد رحا، فسلمت عليه فرد علي السلام، ثم قلت له: من أنت رحمك اللَّه؟ فَقَالَ: أنا إلياس أخو الخضر، ألا أحدثكم عجبًا؟ قَالَ قلت: حدثني، قَالَ فَقَالَ لي: إنه إذا كان يوم القيامة ينزع اللَّه أفئدة أهل الكبائر من أهل التوحيد لئلا يجدوا ألم العذاب؛ ثم شخص من بين عيني [5] فلم أره.
أخو عبد الرحمن الذي تقدم ذكره، سمع أبوي الحسن علي بن محمد بن العلاف