والبارع أبا عَبْد اللَّه الدباس وأبا العز بن كادش وأبا غالب بْن البناء وهبة اللَّه الشروطي وجماعة من أصحاب أَبِي مُحَمَّد الجوهري وخلقًا غيرهم وسمع بنيسابور زاهرًا الشحامي وأبا عَبْد اللَّه الفراوي وطبقتهم وحدث بالكثير وبنى لَهُ نور الدين دار الحديث بدمشق وكان موفقًا فِي أفعاله وتصنيفه. ذكره أَبُو سعد بن السمعاني ووصفه بالحفظ والإتقان وروى عَنْهُ الكثير ولد فِي محرم سنة تسع وتسعين وأربعمائة وتوفي في رجب سنة إحدى وتسعين وخمسمائة بدمشق.
قلت: أَبُو القاسم ختم بِهِ هَذَا الشأن ولم يخلف بعده فِي الحديث مثله ولا أرى مثل نفسه فِي معرفة الحديث ومعرفة رجاله. سَمِعَ بدمشق أبا القاسم النسيب وأبا الْحَسَن بْن الموازيني وأبا طاهر الحنائي وأبا الوحش سبيع بْن المسلم وأبا مُحَمَّد بن الأكفاني وأول سماعه سنة خمس وخمسمائة وأجاز لَهُ أَبُو الفتح الحداد وأبو الْحَسَن العلاف وابن نبهان وأصحاب أَبِي نعيم وطبقتهم. روى عنه ابنه أبو محمد الحافظ وبنو أخيه زين الأمناء وفخر الدين وتاج الأمناء وأبو جَعْفَر القرطبي وعبد القادر الرهاوي وأبو القاسم بْن صصرى وأبو نصر بْن الشيرازي وإبراهيم بْن الخشوعي ونصر اللَّه بْن فتيان ومحمد بْن أخي أَبِي البيان وعَبْد العزيز بْن الدجاجية والعز مُحَمَّد بْن أَحْمَد النسابة وعبد القادر بْن الْحُسَيْن الفقيه نزيل مصر وعبد الواحد بن هلال وعمر البرذاعي وعتيق السلماني وأسعد بْن علان وأبو الْعَبَّاس بن البسلمة وخلق كَثِير من أهل دمشق ومن أهل غوطتها، فإنه حدث بقرى كثيرة وبقي حديثه بها ومن نظر فِي التاريخ لَهُ علم بمكانه من العلم وكثرة مواده وتبحره وذكائه وحفظه.
لَهُ مصنفات فِي العروض والأدب ويقول الشعر. سَمِعَ جَابِر بْن مُحَمَّد وطلحة بْن عليّ المالكي وإبراهيم بْن عطية وببغداد أبا الكرم بْن الشهرزوري وابن ناصر وابن الزاغوني وطبقتهم وخرج لنفسه فوائد وأقرأ الأدب وكان ثقة أخبرنا بقراءتي أخبرنا ابْنُ الزاغوني. فذكر حديثًا. توفي فِي شعبان سنة تسع وتسعين وخمسمائة بالبصرة وله خمس وسبعون سنة. لقيته بواسط.