وتريك نفسك فِي معاندة الورى ... رشدًا ولست إِذَا فعلت براشد
شغلتك عن أفعالها أفعالهم ... ألا اقتصرت عَلَى عدوٍّ واحد
توفي أَبُو الأزهر سنة ثلاث عشرة وخمسمائة عن ثلاث وستين سنة بواسط ودفن بداره.
من ولد زَيْد بْن عليّ بْن الْحُسَيْن. شافعي المذهب، أحد الأعيان والزهاد والنساك حفظ القرآن وحصل الفقه وكتب الكثير من الحديث وجمعه وكان نبيلًا جامعًا لصفات الخير وسَمِعت شيخنا عَبْد العزيز بْن الأخضر يعظم شأنه ويثنى عَلَيْهِ ويصف زهده ودينه وقَالَ: أول سماعه سنة سبع وأربعين وما بعدها إلى أخر عمره سَمِعَ الحافظ أبا الفضل بْن ناصر وسعيد بْن البناء وأبا الكرم الشهرزوري وأبا بكر الزاغوني ونصر ابن نصر وأبا عَبْد اللَّه الرطبي وأبا الوقت وأبا المظفر التريكي وأبا جَعْفَر العباسي وأبا مُحَمَّد بْن المادح وهبة اللَّه الشبلي فمن بعدهم. وانتخب لنفسه أجزاءً وحدث بها وسمع مِنْهُ شيوخه وأقرانه تبركًا، منهم سعد اللَّه الدقاق وإبراهيم بْن الشعار وعمر العليمي وعمر الْقُرَشِيّ وعمر بْن أَحْمَد بْن بكرون وأبو المواهب الْحَسَن بْن صصرى وجماعة كثيرة. وكان ثقة صدوقًا وانتفع النَّاس بكتبه ووقفها. ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة. توفي فِي شوال سنة خمس وسبعين ودفن بداره وأبوه يومئذ فِي الحياة.
كَانَ ساكنًا وقورًا، ولي القضاة بعد أَبِي القاسم الزينبي سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة وعزل سنة خمس وخمسين ولزم الاشتغال بالعلم إلى أن أعيد سنة سبعين.
سَمِعَ أبا القاسم بْن الحصين وهبة اللَّه الشروطي وابن البطر وأبا الْحُسَيْن بْن الفَرَّاء وجماعة. ولد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة وتوفي في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة فِي ذي القعدة وحضره خَلَقَ كَثِير.