ورد بغداد وأقام بها مدة طويلة، وحدث بها عن خيثمة بن سليمان الأطرابلسي، وأحمد بن بهزاد السيرافي. حَدَّثَنِي عنه الأزهري، والتنوخي.
أخبرنا الأزهري، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَنْبَشٍ- شَيْخٌ كَانَ يَحْضُرُ مَعَنَا عِنْدَ أَبِي بَكْرِ بن شاذان- حدّثنا خيثمة بن سليمان، حدّثنا ابن أبي غرزة، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ السُّوَائِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو الْحَضْرَمِيِّ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اطْلُبُوا الْخَيْرَ عِنْدَ حِسَانِ الْوُجُوهِ» [1]
. أَخْبَرَنَا التنوخي قال: ذكر لنا عَبْد الصمد بْن أَحْمَد بْن خنبش الخولاني النحوي أن مولده بحمص في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة. قال التنوخي: وسمعنا منه في شوال سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
روى عَنْ أَحْمَد بن سلمان النجاد. حَدَّثَنِي عنه عبد العزيز الأزجي، والقاضي أبو عبد الله الصيمري، وكان ثقة صالحا زاهدا، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، وإليه تنسب الطائفة المعروفة بأصحاب عبد الصمد.
حَدَّثَنِي الأَزَجِيُّ قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْوَاعِظِ الصُّوفِيِّ حَدَّثَكُمْ أحمد بن سلمان النّجّاد، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، حدّثنا أبو ظفر، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْيَهُودَ لَيَحْسُدُونَكُمْ عَلَى السَّلامِ وَالتَّأْمِينِ» [2] .
حَدَّثَنِي الصيمري قال: كان عند عبد الصمد جزء عن النجاد، فأخذت من أبي بكر بن البقال نسخة ومضيت أنا وأبو يعلى بن المأمون إليه، فسلمنا عليه وسألناه أن يحضرنا في المسجد لنسمع الجزء منه، وسبقناه إلى المسجد، فدخل وسلم وصلى ركعتين، ثم جاء فجلس بين أيدينا، فقلت له: إنما حضرنا لنسمع منك فإن رأيت أن ترتفع إلى صدر المجلس، فقال: هذا ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأشار إلى ابن المأمون- وأنت رجل من أهل العلم وما كنت لأرتفع عليكما في المجلس.