حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَلِيّ الصوري- حفظًا- قَالَ: قَالَ لي أبو القاسم علي بن عبيد اللَّه بن مُحَمَّد العنَّابِي البزاز: كنا يوما عند أبي أَحْمَد المقرئ البغدادي، فحَدَّثَنَا عن أَبِي العلاء مُحَمَّد بن أَحْمَد بن جعفر الوكيعي- ثم اجتمعت بعد ذلك مع أبي مُحَمَّد عبد الغني بن سعيد فذكرت له ذلك فاستعظمه وكبر عليه، وقَالَ لي: سله متى سَمِعَ منه؟ وأين سمع منه؟ فرجعنا إلى أبي أَحْمَد فسألته فقَالَ: سمعت منه بِمكة في موسم سنة ثلاثمائة، فعدت إلى عبد الغني فأخبرته، فقَالَ: أبو العلاء مات بِمصر في أول هذه السنة، يسمع منه في الموسم في آخرها؟! ثم عبرت معه بعد مدة في الجامع وأبو أَحْمَد قاعد يقرئ. فقلت له: ألا تسلم عليه؟ فقَالَ لي: لا أسلم على من يكذب في حديث رَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولا أحب أن أنظر إليه.
قَالَ الصوري: وقد ذكر أنه قرأ على مُحَمَّد بن يَحْيَى الكسائي الصغير، وبلغني أنه كتب في ذلك إلى بغداد يسأل عن وفاة الكسائي، فكان الأمر في ذلك بعيدًا.
قَالَ يوسف بن رباح: توفي أبو أَحْمَد بن حسنون بمصر في سنة ست- أو سبع- وثلاثمائة، الشك من ابن رباح.
سَمِعَ إِبْرَاهِيم بْن عَبْد الصمد الهاشمي، وأبا بَكْر النيسابوري، وإِسْمَاعِيل بْن الْعَبَّاس الوراق، وإِبْرَاهِيم بْن حماد القاضي، ومحمّد بن سليمان النعمائي، ويعقوب ابن إبراهيم المعروف بالجراب، وأبا بكر بن الأنباري النحوي، وَالقاضي الْمَحَامِلِيّ، وَيوسف بْن يعقوب بْن إِسْحَاق بْن البهلول، وغيرهم. حَدَّثَنِي عَنْهُ الْحُسَيْن بْن علي الطناجيري، وكان مستقيم الحديث.
أخبرني الطّناجيريّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَارُونَ- الْمَعْرُوفُ بِابْنِ البزّاز الأنباريّ بها- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زياد النّيسابوري، حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدِ عنِ سُفْيَانَ عَنْ عمرو عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدَّخِرُ قُوتَ سَنَةٍ.