3471 - بشر بن الوليد بن خالد أبو الوليد الكندي سمع: مالك بن أنس، وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، وحماد بن زيد، وصالحا المري، وحشرج بن نباتة، وشريك بن عبد الله، وأبا الأحوص سلام بن سليم، وأبا يوسف القاضي، وكان بشر أحد أصحاب أبي يوسف أخذ عنه الفقه، روى عنه: الحسن بن علويه القطان، وأحمد بن الوليد بن أبان، وأحمد بن القاسم البرتي، وأحمد بن علي الأبار، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي، وأبو القاسم البغوي، وعبيد الله بن جعفر بن أعين، وكان جميل المذهب، حسن الطريقة، وولي القضاء بعسكر المهدي من جانب بغداد الشرقي لما عزل عنه محمد بن عبد الرحمن المخزومي، وذلك في سنة ثمان ومائتين، فأقام على ولايته سنين، ثم عزل، وولي قضاء مدينة المنصور، في سنة عشر، فلم يزل يتولاه إلى أن صرف عنه في سنة ثلاث عشرة ومائتين
(2249) -[7: 562] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ الْقَاضِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْبِرْتِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ذَكْوَانَ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُحَيْنَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ فَلَمْ يَجْلِسْ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ مَكَانَهُ " أخبرنا علي بن المحسن، قال: أخبرنا طلحة بن محمد بن جعفر، قال: لما عزل المأمون إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة استقضى على مدينة المنصور أبا الوليد بشر بن الوليد الكندي، وكان بشر علما من أعلام المسلمين، وكان عالما دينا خشنا في باب الحكم واسع الفقه، وهو صاحب أبي يوسف، ومن المقدمين عنده وحمل الناس عنه من الفقه والمسائل مالا يمكن جمعها، وقال طلحة: حدثني عبد الباقي بن قانع عن بعض شيوخه: أن يحيى بن أكثم شكى بشر بن الوليد إلى المأمون، وقال: إنه لا ينفذ قضائي، وكان يحيى قد غلب على المأمون حتى كان عنده أكبر من ولده، فأقعده المأمون معه على سريره، ودعا بشر بن الوليد، فقال له: ما ليحيى يشكوك ويقول: إنك لا تنفذ أحكامه؟ قال: يا أمير المؤمنين سألت عنه بخراسان، فلم يحمد في بلده ولا في جواره، فصاح به المأمون وقال: اخرج فخرج بشر، فقال يحيى: يا أمير المؤمنين قد سمعت فاصرفه، فقال: ويحك هذا لم يراقبني فيك، أصرفه؟! فلم يفعل أخبرني علي بن أبي علي البصري، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن حمدان بن الصباح النيسابوري، قال: حدثنا أحمد بن الصلت، قال: سمعت بشر بن الوليد القاضي، يقول: كنا نكون عند ابن عيينة، فكان إذا وردت عليه مسألة مشكلة، يقول: هاهنا أحد من أصحاب أبي حنيفة؟ فيقال: بشر، فيقول: أجب فيها فأجيب، فيقول: التسليم للفقهاء سلامة في الدين أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، قال: أخبرنا عمر بن إبراهيم المقرئ، قال: حدثنا مكرم بن أحمد، قال: حدثنا أحمد بن عطية، قال: كان بشر، يعني ابن الوليد يصلي كل يوم مائتي ركعة، وكان يصليها بعد ما فلج، أنشدني الحسن بن علي الجوهري، عن أبي عبيد الله المرزباني، لربيعة بن ثابت الرقي يمدح بشر بن الوليد:
بشر يجود بماله جود السحابة بالديم
وأبو الوليد حوى الندى لما ترعرع واحتلم
وأعز بيت بيته بيت بنته له إرم
عمرته كندة دهرها وبنى فأتقن ما انهدم
بشر يجود برفده عفوا ويكشف كل غم
بشر يقول إذا تريد جدواه هلم
ما قال لا في حاجة لا بل يقول نعم نعم
وهو العفو عن المسيء وعن قبائح ما اجترم
نام القضاة عن الأنام وعين بشر لم تنم
وحكيم أهل زمانه فيما يدير وما حكم
وكأنه القمر المنير إذا بدا جلى الظلم
وكأنه البحر المطل إذا تقاذف والتطم
وكأنه زهر الربيع إذا تفتح أو نجم
ختم الإله لبشرنا بالخير منه إذا ختم
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي السرخسي، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي السلمي، قال: قال أبو قدامة: لا أعلم ببغداد رجلا من أهل الأهواء من أهل الرأي والرافضة إلا كانوا معينين على أحمد بن حنبل ما خلا بشر بن الوليد الكندي رجل من العرب أخبرني الصيمري، قال: حدثنا محمد بن عمران المرزباني، قال: حدثني أحمد بن محمد المكي، قال: حدثنا أبو العيناء، قال: ادعى خمسة من القضاة أنهم من العرب: ابن أبي ليلى، وأبو يوسف، وأبو البختري، وبشر بن الوليد، وابن أبي دؤاد أخبرني الأزهري، قال: حدثنا محمد بن العباس، قال: أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب، قال: حدثنا الحسين بن فهم، قال: حدثنا محمد بن سعد، قال: بشر بن الوليد الكندي روى عن أبي يوسف القاضي كتبه وإملاءه، وولي القضاء ببغداد في الجانبين جميعا، فسعى به رجل وقال: إنه لا يقول القرآن مخلوق، فأمر به أمير المؤمنين أبو إسحاق، يعني المعتصم، أن يحبس في منزله، فحبس ووكل ببابه الشرط، ونُهِيَ أن يفتي أحدا بشيء، فلما ولي جعفر بن أبي إسحاق الخلافة، أمر بإطلاقه، وأن يفتي الناس ويحدثهم، فبقي حتى كبرت سنة، وتكلم بالوقف، فأمسك أصحاب الحديث عنه وتركوه أخبرني محمد بن أبي علي الأصبهاني، قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الشافعي بالأهواز، قال: حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري، قال: سألت أبا داود سليمان بن الأشعث، قلت له: بشر بن الوليد ثقة؟ قال: لا أخبرنا محمد بن علي المقرئ، قال: أخبرنا أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران، قال: أخبرنا عبد المؤمن بن خلف النسفي، قال: سألت أبا علي صالح بن محمد عن بشر بن الوليد، فقال: صدوق، إلا أنه من أصحاب الرأي أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، قال: أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، قال: أخبرني أبو أحمد علي بن محمد الحبيبي بمرو، قال: سألت أبا علي صالح بن محمد جزرة الحافظ عن بشر بن الوليد القاضي، فقال: صدوق، ولكنه لا يعقل ما يحدث به، كان قد خرف ذكر أبو عبد الرحمن السلمي أنه سأل الدارقطني عن بشر بن الوليد، فقال: ثقة، أخبرنا السمسار، قال: أخبرنا الصفار، قال: حدثنا ابن قانع: أن بشر بن الوليد مات ببغداد في ذي القعدة من سنة ثمان وثلاثين ومائتين قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي، قال: مات بشر بن الوليد الكندي القاضي المفلوج، صاحب أبي يوسف في سنة ثمان وثلاثين، وبلغ سبعا وتسعين سنة، ودفن في مقابر باب الشام