القطيعة والعقوق وتوظيف مَرَاتِب أهل الْحُقُوق على طبقاتهم بمراعاة الْعَالم بتوفير حَقه وتوقيره وَالْجَاهِل بمواساة فقيره الْمُطِيع وزجر عاصيه وتحذيره وافتقاد الْأُمَرَاء والأجناد وعرضهم فِي أغلب الْأَحْوَال على دفاتر الْإِمْدَاد وكف الْجند سِيمَا حَاشِيَة الْملك فِي كل وَقت عَن التخطي إِلَى طرق الْمَظَالِم وَوضع أَنْوَاع بَيت المَال خلف أَبْوَاب وأقفال فعمارة المنصب بِالْمَالِ وعَلى قدره يكون قدر الحياطة من الإضمحلال وَفِي هَذِه الرسَالَة مَا هُوَ أَكثر من هَذَا المرقوم فليطلب من مَحَله
وفيهَا أوفى الَّتِى قبلهَا كَانَ وَفَاة السَّيِّد الْعَلامَة صَلَاح بن أَحْمد السراجي الْمَعْرُوف بالحاضري وَكَانَ فِي لطف المحاضرة وَحسن الْجَواب ورشاقة الأسلوب أشبه شَيْء بالسيد الإِمَام صَلَاح بن أَحْمد بن عبد الله بن الْوَزير وَقد كَانَت لَهُ الْمنزلَة الرفيعة عِنْد الباشا الْعَارِف جَعْفَر والحاجى مُحَمَّد فضل الله باشا فَإِنَّهُ تمكن من قلب الرجلَيْن مَا شَاءَ وَلما كتب إِلَيْهِ جَعْفَر يسْأَله بقوله
(مَاذَا يَقُول إِمَام الْعَصْر فِي رجل ... أضحى قَتِيل الْهوى بالأعين النجل)
(هَل يستباح لَهُ أَحيَاء مهجته ... برشف محبوبه وَالضَّم والقبل)
(أم هَل يجوز لَهُ يَوْمًا يعانقه ... ويشفي النَّفس من قَول بِلَا عمل (
وَفِي قَوْله ويشفي النَّفس من قَول بِلَا عمل مقَال وَقد وَقع لَهُ نَظِير فِي شعر القدماء وشعراء المولدين كَأبي الطّيب وَغَيره ووجهة تَقْدِير أَن أَجَابَهُ بقوله