وأوردها أجناده استوثق عَلَيْهِ من الْجِهَات وسلك فِي اسباب قنصه كل الطرقات فَهَيَّأَ الله أَسبَاب الصّلاح ونادي مُنَادِي الظفر حَيّ على الْفَلاح وانقلب بِهِ عز الْإِسْلَام إِلَى حَضْرَة عَمه الإِمَام وَهُوَ يَوْمئِذٍ بِصَنْعَاء المحروسة بِاللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَلما نجز أمره وأشرق بِحَضْرَة الإِمَام بدره جمع الْأَعْيَان بديوان الْقصر الدَّاخِل وواجه لَهُ على كرْسِي الباشا ثمَّ تقدم إِلَيْهِ السَّيِّد مُؤديا لبيعته ملاطفا للحضرة بِمَا حَضَره من لطيف الْمقَال وَجَمِيل الْحَال ثمَّ طلب الرُّخْصَة من الإِمَام فِي الْعَزْم إِلَى الشَّام والعودة إِلَى مَحل حشمه والأرحام فأنعم عَلَيْهِ بذلك الْمطلب وساعده إِلَى مَا أحب وَلما وصل الصارم إِلَى عيان واتصل بِبِلَاد سُفْيَان اتّفق بِهِ الْقُضَاة من العنوس وَغَيرهم مِمَّن يلمح إِلَيْهِ ويعول فِي الْمُهِمَّات عَلَيْهِ ثمَّ أَفَاضَ إِلَيْهِم أَن فِي نَفسه غير قَلِيل فَأَنَّهُ إِنَّمَا تخلص بذلك القيل وَلم تكن بيعَته عَن إعتقاد صَحِيح وللتقية فِيهَا مسرح فسيح فَلم يحصل مِنْهُم على مَا يشفي الْفُؤَاد وَلَا ظفر مِنْهُم بِبَعْض المُرَاد فنفذ إِلَى بعض الشَّام وأفاض عَلَيْهِم ذَلِك الْكَلَام فَقَالُوا لَهُ الْأَمر إِلَيْك فانهض وَلَا بَأْس عَلَيْك فَأَعَادَ ذَلِك النداء حَتَّى عَاد الْأَمر كَمَا بدى وشرعت قضاياه وَالْأَحْكَام تُفْضِي إِلَى طَرِيق الإنتظام ووفدت الأراجيف إِلَى صنعاء وأصغى لَهَا كل من يمِيل إِلَيْهِ سمعا فَفَزعَ الإِمَام إِلَى ابْن أَخِيه الْمِقْدَام الهصور فِي مَوَاطِن الصدام أَحْمد بن الْحسن بن الإِمَام وَعقد لَهُ البنود وحشد لَهُ الْجنُود فَتوجه تلقا مَدين ذَلِك الْمَطْلُوب وانفصل فِي أبهى زِيّ وأبهج أسلوب وَحين ضربت فِي بوصان خيامه ونصبت فِي ذَلِك الْمَكَان أَعْلَامه تفرق شَمل أَصْحَاب الصارم وَعَلمُوا أَنه لَا قدرَة لَهُم على ذَلِك الضبارم وَلما تكدرت عَلَيْهِ الْحِيَاض أنحاز إِلَى أَطْرَاف بِلَاد قِرَاض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015