وَفِي أثْنَاء هَذِه الْأَيَّام نقل بَعضهم عَن الإِمَام أَنه أَرَادَ رفع يَد أَخِيه إِسْمَاعِيل عَن بِلَاد ضوران وريمة وَمَا إِلَيْهَا فَتغير خاطر أَخِيه إِذْ كَانَ الْعَزْل بِلَا سَبَب يَقْتَضِيهِ وَالله أعلم بِحَقِيقَة الْحَال
وَفِي شهر رَجَب مِنْهَا توفّي الإِمَام الْمُؤَيد بِاللَّه مُحَمَّد بن أَمِير الْمُؤمنِينَ الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن عَليّ بمحروس حصن شهارة وَاجْتمعَ عِنْد ذَلِك أَعْيَان النَّاس من آل الإِمَام وَغَيرهم وَاقْتضى رَأْي وَصِيّ الإِمَام القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن سعد الدّين أَن المهم أَن لَا يوارى الإِمَام حَتَّى ينظر فِيمَن يخلفه فِي الْأَنَام خشيَة مِمَّا يدعوا إِلَى النزاع وحسما لعروق الأطماع فأجمع رَأْيه مَعَ مُلَاحظَة آراء أَكثر النَّاس أَن يعقدوا لصنوه الإِمَام السَّيِّد صفي الدّين أَحْمد بن الإِمَام الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن عَليّ فَفَعَلُوا ذَلِك ثمَّ واروا الإِمَام
وَكَانَ الْمُؤَيد ذَا سيرة حَسَنَة وَطَرِيقَة مستحسنة ملاحظا لتوظيف النَّاس على قدر مَرَاتِبهمْ قريب الجناب شرِيف الْخطاب لَا ينْقض لَهُ مَعْلُوم وَلَا ينْسَخ لَهُ مرسوم كَمَا كَانَ عَلَيْهِ أَخَوَاهُ الحسنان فَكَانَت الأرزاق فِي وقته هامية والبركات ببركته نامية وَكَانَ على مَذْهَب حَده الْهَادِي عَلَيْهِ السَّلَام إِلَّا أَنه كَانَ لَا يُورث ذَوي الْأَرْحَام وَيَأْخُذ الزَّكَاة من الْقَلِيل وَالْكثير ويجيز صرف زَكَاة