صنعاء وَله شعر فِيهِ لطف وحلاوة وَمن شعره مَا كتب على ضريح شَيْخه القَاضِي أَحْمد بن صَالح
(إِذا غصت فِي لجج المشكلات ... وباعي فِي السبح بَاعَ قصير)
(فَمن ذَا بِحَبل لَهُ التوي ... إِلَى الله أَدْعُو وَنعم النصير)
(شيوخي مضوا وَاحِدًا وَاحِدًا ... إِلَى دَار عدل وَنعم الْمصير)
(مضى أَحْمد قدوة العارفين ... كريم النجاد عديم النَّضِير)
وَفِي هَذِه الْأَيَّام انْكَسَرت جلبة بِبَاب جدة فِيهَا حجاج وبضائع وتبعها أُخْرَى فَانْكَسَرت بِمَا فِيهَا وَمن فِيهَا وَهلك الْجَمِيع غير من كَانَ قد خرج عَنْهَا وَفِي الْعشْر الْآخِرَة من صفر توفّي السَّيِّد الْعَارِف عماد الدّين يحيى بن الْحُسَيْن بن الإِمَام الْمُؤَيد بشهارة بعد عوده من الْحَج وَكَانَ فِي الْحِفْظ آيَة باهرة وَفِي هَذَا الشَّهْر توفّي السَّيِّد الْفَاضِل الْعَارِف عبد الله بن مهْدي الكبسي فِي بَحر جدة أثْنَاء عوده من الْحَج والزيارة فَغسل وكفن وأرسب رَحمَه الله قَالُوا وَكَانَ فِي حَيَاته يذكر وَحْشَة الْقَبْر ويدعوا الله فِي ذَلِك وَكَانَ صَاحب ذكاء وَيَد قَوِيَّة فِي الْفُرُوع مشاركا فِي كثير من الْعُلُوم وَسمع حِصَّة من شرح الرضي على الْعَلامَة الْحسن بن مُحَمَّد المغربي فسح الله فِي مدَّته
وَفِي آخر ربيع الأول وصل أول المراكب الْهِنْدِيَّة إِلَى المخا وَكَانَ قد تلقاهم أَصْحَاب الْعمانِي بِبَاب المندب فعشروهم فِيهِ وَفِي تَاسِع ربيع الآخر وصل إِلَى عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن المتَوَكل على الله مَنْدُوب عَليّ باشا مَعَه هَدِيَّة سنية وَبعد ثَمَانِيَة أَيَّام أَعَادَهُ بِجَوَاب حسن ومكافأة أحسن
وَفِي نصف الشَّهْر جد الإِمَام على التَّجْهِيز إِلَى الْبِلَاد البرطية وَكَانَ قد ضربت أوطقته بالرحبة بمَكَان يُسمى ببير الدرج بحدود بني الْحَارِث وهمدان فَجهز بعد ذَلِك عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن الإِمَام المتَوَكل وَولده شرف الدّين الْحُسَيْن ابْن الْمهْدي وَولد ولد عَمه الْأَمِير أَحْمد بن مُحَمَّد صَاحب الْبُسْتَان فَسَارُوا إِلَى عيان ثمَّ استقروا هُنَالك وطالعوا الْمَشَايِخ مَعَ الْمُكَاتبَة إِلَى القَاضِي عَليّ الْعَنسِي