(هُوَ الباز طورا والغضنفر تَارَة ... تضل لَدَيْهِ الْأسد وَهِي سقاب)
(إِلَيْك أَمِير الْمُؤمنِينَ مغذة ... لَهَا بَين مصر والصعيد ركاب)
(وَقد ثقفت من نبع عزمك أسهما ... لَهُنَّ بأثناء الْعرَاق جعاب)
(وَمَا خصصت ترويعها بشهارة ... فكم دَار مِنْهَا فِي الثغور لعاب)
(مزاياك هالتها لفرط ظُهُورهَا ... وَهل يحمل االبحر الخضم بَاب)
(فدم وَأمر الأسياف تعْمل بحكمها ... فقد طَال أعنات وطار عتاب)
وَفِي هَذِه اليام ظهر وَقت السحر نجم لَهُ شُعَاع من قدامه قدر نصف ذِرَاع من مجر الثريا وَمَكَان طُلُوعهَا بقى كَذَلِك قدر ثَلَاث أَيَّام ثمَّ اضمحل
ثمَّ سَار الإِمَام بعد ذَلِك إِلَى مَحل يُقَال لَهُ قرن الوعر مُتَوَجها فِي الْبَاطِن إِلَى صعدة الشَّام فسارع إِلَيْهِ قبائل العصيمات مواجهين ثمَّ سَار إِلَى الفقم من العمشية فاستقر بِهِ قدر نصف شهر ثمَّ سَار إِلَى بركَة مداعس وَسكن بعض أَيَّام وَأخذ فِيهَا على سُفْيَان تَأْمِين الطّرق وأحسنن إِلَى أكابرهم ووعدهمم بالمعتاد ثمَّ سَار مُتَوَجها إِلَى صعدة فَلَمَّا وصل إِلَى الْعُيُون وَكَانَ قد ضرب لَهُ الوطاق برحبان الْيَوْم الأول تقدم إِلَيْهِ امير الشَّام جمال الدّين عَليّ بن أَحْمد مهنئا ومواليا بِمن مَعَه من الْأَعْيَان ثمَّ تقدم إِلَى رحبان وَدخل بعد ذَلِك صعدة لصَلَاة الْجُمُعَة وَعَاد إِلَى رحبان ووصلت إِلَيْهِ قبائل صعدة من كل أَوب وَكَانَ استقراره برحبان فِي نصف ربيع الأول
وَفِي هَذِه الْأَيَّام جهز الإِمَام الْفَقِيه أَمِير الدّين الْقرشِي إِلَى تهَامَة وَأمره بإصلاح الطرقات والموارد وانْتهى إِلَى صَبيا وَتُوفِّي هُنَاكَ وَكَانَ قد ولي