الدّين مُحَمَّد بن عَليّ قيس من حَضْرَة علم الْإِسْلَام الدَّاعِي إِلَى حَضْرَة الإِمَام يروم الصُّلْح وَمَا كره أَن ينخرط الإِمَام فِي مُتَابعَة الدَّاعِي الْهمام ولوم فِيمَا جرا من الْقَتْل وَالسَّلب فِي الصلبة
وَوصل بعد ذَلِك مَشَايِخ حجَّة يطْلبُونَ الْأمان وَكَانَ الدَّاعِي قد أرسل إِلَى حجَّة فَخر الدّين عبد الله بن أَحْمد بن الْقَاسِم فَانْتهى إِلَى حورة وشوش على الَّذين دخلُوا فِي بيعَة الإِمَام
وَفِي هَذِه الْأَيَّام جهز الدَّاعِي أَخَاهُ احْمَد إِلَى خمر وفيهَا الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن أَحْمد فوصلها وَوَقعت بَينهمَا مراماه منعت الْحُسَيْن عَن المَاء فاضطره الْحَال إِلَى الْمُصَالحَة وَالْخُرُوج عَنْهَا إِلَى حمدة وَكَانَ وَالِده عز الْإِسْلَام قد وَجه إِلَيْهِ زِيَادَة فَاجْتمعُوا بالحسين فِي طَرِيقه رَاجعا ثمَّ ارتحل الإِمَام وَصَحبه عز الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد إِلَى ذيفان واقام وَضرب هُنَالك الوطاق والخيام وَعند أَن وصل إِلَيْهِ قابله أهل البون بالمدد والعون وانتظموا فِي زمرته واهرعوا كَذَا إِلَى جمعته وَعز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن أَحْمد بن الإِمَام بَادر بإرسال مَادَّة نافعة إِلَى صنوه الْحُسَيْن وَهُوَ يَوْمئِذٍ بحصن مُبين وَفِي أول شَوَّال قهقر كيوان رَاجعا من محاذاة الثريا إِلَى آخر الثور وَلَا أَقُول صادفه بعد ذَلِك الْحور بعد الكور فَالْأَمْر إِلَى من عِنْده غيب السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا بَينهمَا فِي التَّصَرُّف والدور
وَفِي هَذِه الْأَيَّام بعث الإِمَام جمَاعَة من الْجند مَعَهم رَئِيس إِلَى رَأس نقِيل عَجِيب وَتقدم فِيهَا الإِمَام إِلَى الماجلين وعزز الْمُكَاتبَة والملاطفة مَعَ أَعْيَان النَّاس الَّذين بشهارة وَكَانَ قد تقدم مِنْهُ الْإِرْسَال لَهُم بالإنعامات السّنيَّة من