يحيى بن مُحَمَّد بن الْحسن إِلَى ذيبين فَانْتهى إِلَى المقضضة من بِلَاد الصَّيْد وَاسْتقر بهَا وَكَانَ الدَّاعِي أثْنَاء ذَلِك قد جهز ابْن أَخِيه السَّيِّد شرف الدّين الْحسن بن الْحُسَيْن بن الْمُؤَيد إِلَى العرة وَعز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن الإِمَام أرسل إِلَى ثلاء من يحفضه وَكَانَ قد تخوف عَلَيْهِ من أَهله لما رأى من ميلهم إِلَى الدَّاعِي وَتبع ذَلِك تجهيز الإِمَام لوَلَده عَليّ إِلَى ثلاء ثمَّ إِلَى لاعة وَالْقَصْد من ذَلِك قبض بندر الصلبة وبلاد حجَّة وتجهيز االأمير الهصور أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن إِلَى الصلبة ثمَّ التنبه على بِلَاد حفاش وملحان فَكَانَت طَرِيقه الأهجر والمحويت وَكَانَ أَصْحَاب الدَّاعِي قد انتشروا فِي بِلَاد كوكبان فَتوجه لحفضها من حَضْرَة الْأَمِير الخطير عبد الْقَادِر بن النَّاصِر السَّيِّد الرئيس صَلَاح بن يحيى بن أَحْمد الحمزي فَانْتهى إِلَى مسور وَلما علم بِهِ جند الدَّاعِي رجعُوا من حَيْثُ جَاءُوا
وَأما الفخري عبد الله بن أَحْمد بن الْقَاسِم فَإِنَّهُ لما وصل من صعدة إِلَى حَضْرَة الدَّاعِي انتظم فِي سلك من قَالَ بإمامته وبعكسه السَّيِّد الْعَلامَة يحيى بن الْحُسَيْن بن الْمُؤَيد بِاللَّه فَإِنَّهُ وصل ححضرة الإِمَام وَبَايَعَهُ وشايعه وَفِي الْعشْر الأولى من هَذَا الشَّهْر وصل علم الدّين الْقَاسِم بن أَحْمد بن ألإمام من حَضْرَة أَخِيه جمال الْإِسْلَام إِلَى سوح الْإِمَامَة بمكتوب فِيهِ جَوَاب الرسَالَة بالمولاة
وَفِي ثَالِث رَمَضَان سَار عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن الإِمَام إِلَى ضوران لتنفيذ وَصَايَا وَالِده وافتقاد أَحْوَال بيوته والإطلاع على خزنته لبيت المَال وضبطها إِذْ هُوَ الْوَصِيّ
وَفِي هَذِه الْأَيَّام وصلت إِلَى صنعاء رِسَالَة من السَّيِّد الْعَلامَة يحيى بن إِبْرَاهِيم الجحافي يحث فِيهَا على اجْتِمَاع الْقُلُوب وَينْهى عَن افْتِرَاق الْكَلِمَة ويلوح من
والرسالة والأبيات مثبتة بكمالها فِي غير هَذَا التوقيع ومعني عَن غيداعها فِيهِ مَا رَأَيْت فِيهَا مِمَّا يكلم ويثلم أسبل الله على الْجَمِيع ثوب ستره وَقيد قُلُوبنَا المستعصية كَذَا بسلاسل قهره وَفِي هَذَا الشَّهْر توفّي الشريف الخطير الْحسن الحره الَّذِي كَانَ نَائِبا بعدن وَفِي غرَّة ذِي الْحجَّة جَاءَ الْخَبَر إِلَى صنعاء بإتفاق أَمر عَظِيم وحادث فِي الْحرم مقْعد مُقيم وَهُوَ التلطيخ بِالنَّجَاسَةِ لجدر الْكَعْبَة المشرقة وبابها وأركانها ومطافها وزمزم ومقام إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام وَسَائِر المقامات فَوَقع الْوَهم فِي ذَلِك على سِتَّة أَنْفَار من الْعَجم ففتك بهم الإنقشارية كَذَا للفور وَلَا يظنّ بهم ذَلِك إِلَّا أَن يَكُونُوا من القرامطة فهم فرقة من رافضة الْعَجم وَالله أعلم بِحَقِيقَة الْحَال
فِي غرَّة محرم جَاءَت االأخبار بصلاح شَأْن الْحَج وَأمر السُّلْطَان الشريف بَرَكَات باالخروج بأَهْله عَن ممكة لافتقاد أَحْوَال عنزة ووفاة الْوَزير الْأَعْظَم إِلَى غَيره فَارق مَكَّة المشرفة إِلَى االمدينة النَّبَوِيَّة وَفِيه طلع إِلَى حَضْرَة الإِمَام ناائب االعدين السَّيِّد رَضِي الدّين جَعْفَر بن االمطهر الجرموزي وَقدم بَين يَدي وُصُوله ثَمَانِينَ جملا وَلم ينْفَصل إِلَى بلد ولَايَته بِسُرْعَة لشكوى وَقعت من أهل الْبِلَاد
وَفِي سادس وَعشْرين مِنْهُ وَقت الْغُرُوب توفّي الْأَمِير الْمِقْدَام بدر الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن الإِمَام الْمَنْصُور بِاللَّه عَلَيْهِ السَّلَام بروضة حَاتِم من بِلَاد ولَايَته وَدفن عِنْد جَامعهَا الَّذِي من مآثر وَالِده وَكَانَ لَهُ عناية فِي الْعدْل وإطعام الطَّعَام وَحفظ التَّارِيخ مَعَ برارة وجدادة رَحمَه الله
وَكَانَ تَحْويل السّنة بِدُخُول الشَّمْس أول الْحمل فِي تَاسِع وَعشْرين والمريخ وَالْمُشْتَرِي وزحل بالجوزاء وَالْقَمَر وَعُطَارِد بِالْحملِ وَفِي هَذِه الْأَيَّام انهمك أهل سالعصيمات وسُفْيَان فِي التخطف بطرِيق العمشية وَكَانَ سبق آخر هَذَا