اللحبة وَالضُّحَى نَحْو من أَرْبَعِينَ سنة من أَيَّام الْحسن وَمَا كَانَ قبل ذَلِك إِلَّا حراثا مَعَ سَيّده ابْن مجزب من مَشَايِخ الشَّام
وَفِي هَذَا الْوَقْت مَال أهل البروية عَن الْأَمِير أَحْمد بن الْحُسَيْن إِلَى عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن المتَوَكل وطلبوا أَن تكون مطالبهم أَن تكون مطالبهم إِلَيْهِ فثارت لذَلِك نفس الْأَمِير وَرفع الْقَضِيَّة إِلَى الإِمَام فَرَأى من الصّلاح إرجاعهم إِلَى بِلَاد ولَايَته واستمروا فِي ولَايَته من جملَة أهل قطعته
وَفِي غرَّة ربيع الآخر وصل الحضرة خواجا هندي لَهُ أَتبَاع ويحمله على الفالكي أَرْبَعَة أنقريز وَأهْدى للْإِمَام هَدِيَّة سنية فأثابه عَلَيْهَا ثمَّ وصل حَضْرَة صفي الْإِسْلَام أَحْمد بن الْحسن بن الإِمَام
وَفِي هَذِه الْمدَّة وضح تَحْقِيق تجهز صَاحب التخت بِنَفسِهِ على صَاحب بِلَاد الفرتقال كَذَا وَذَلِكَ أَنه لما سرى أَمرهم واستحكم شرهم أفرغ السُّلْطَان مجهوده فحشر الْأَبْطَال من كل أَوب وَجمع البواش كَذَا من كل صوب وواساهم بِنَفسِهِ النفيسة وأسعر جحيم الْحَرْب فأحمى وطيسه ثمَّ دهمهم بأجناد يضج لَهَا الهضب والوهاد ويضيق عَنْهَا السوح ويغبر بعثيرها اللَّوْح وَلما اتَّصل ببلادهم ولاذ بأغوارهم وأنجادهم انحازوا إِلَى قلعة تسمى عمارية قد بسق سمكها فِي الأرتفاع وَبعد عهد حضيضها عَن الْبِقَاع وَاسِعَة الدَّار والدور مدمجة الْأَطْرَاف وَاسِعَة السُّور معمورة بالأبطال المجربة وَالسُّيُوف المدربة والمدافع الدافعة والشحنة النافعة فَقدم بَين يَدَيْهِ الوزراء والأكابر والأتباع والعساكر ووقف بِخَاصَّة ملكه على مَسَافَة ثَلَاثَة أَيَّام بِحَيْثُ يلحقهم غوثه السَّرِيع ويربط أفئدتهم قهره المنيع وَعند إِن اتَّصل آخر المعسكر بأذيال القلعة رَأَوْا أَن فتحهَا بِالْحَرْبِ الزبون مِمَّا لَا يتَصَوَّر وَلَا يكون فدبروا بطريقة التخمين والتقريب إِن حفروا هُنَا السراديب وأفعموها بالبارود واستوثقوا على