على غرمائهم جمَاعَة من الْعَسْكَر فَلَمَّا استقروا حَيْثُ أَمر وأبلغ ذَلِك عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن الإِمَام فاستدعى الْعَسْكَر الواصلين من الحضرة فَوَقع مِنْهُم التلكي فضاعف الرُّسُل لَهُم وأشخصوا إِلَى حَضرته فَأمر بانتهابهم وشدد فِي عقابهم فَعجب من ذَلِك الغبي من النَّاس وخبط فِي الْأَمر من لَا يتفرس مَوَاضِع الالتباس وَجَهل أَن ولَايَة عز الْإِسْلَام فِيهَا التَّفْوِيض فِي جَمِيع المطالب وَأَن الْبناء بَينه وَبَين وَالِده أَن الْحَاضِر يرا مَا لَا يرَاهُ الْغَائِب

وَفِي ربيع الأول وصل إِلَى الإِمَام بعض مشائخ جبل صَبر شاكين من الْعَامِل الشَّيْخ رَاجِح الأنسي وَلما أعرض عَنْهُم الإِمَام لمخامل ظَهرت لَهُ تحزبوا على الْخلاف وساعدهم على ذَلِك أهل الحجرية الأجلاف فكفوا يَد الْعَامِل وأشرعوا أسنة العوامل وحذفوا حَيّ على خير الْعَمَل من الآذان وَقتلُوا من الْعَسْكَر ثلثه

فِي ذَلِك الأوان وَرُبمَا وجهوا شَيْء من المطالب إِلَى حَضْرَة الإِمَام واستعانوا بِالْبَاقِي على حوادث تِلْكَ الْأَيَّام فَوجه إِلَيْهِم الإِمَام السَّيِّد الْمِقْدَام صَالح عقبات واعتنى عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن فِي إطفاء شرارهم وقمع أشرارهم وجدد حِينَئِذٍ عمَارَة المنصورة بِرَأْس جبل الحجرية وجر إِلَيْهَا المدافع وَهِي معقل قديم لملوك بني أَيُّوب وَذكرهَا ابْن خلكان فِي تَرْجَمَة السُّلْطَان طغتكين صنو السُّلْطَان صَلَاح الدّين بن أَيُّوب وَأَنه الَّذِي اختطها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015