ببرج الْحُوت
وَلما استفصل من فِي الْيمن خبر سعد والأروام وَرفع خبر التَّجْهِيز عَلَيْهِ إِلَى مسامع الإِمَام وَكَانَ فِي الْأَخْبَار تهويل يقْضِي بِأَن مَكَّة غير مُنْتَهى سفرهم فَإِنَّهُم لَا يتركون الْيمن وَقد تمكنوا وخاض مَعَ الإِمَام بعض النَّاس فِي الْأَخْذ للأهبة وملاحظة جَانب سعد بالتقوية حَتَّى عَاد جَوَاب صفي الْإِسْلَام أَحْمد ابْن الْحسن وَولده عز الْإِسْلَام بعد استمداد مشورتهما أَن الرَّأْي إِظْهَار الْغَفْلَة فَاسْتحْسن ذَلِك الإِمَام وَرَأى أَن الصّلاح موادعة الأروام وَأَن الرَّأْي كَمَا قَالَ بعض أهل الأحلام
(لَا تصغ إِن شردعا فالشران ... تنهض لَهُ ينْهض وَإِن تسكن سكن)
(وسديد رَأْي لَا يُحَرك فتنه ... سكنت وَإِن هِيَ حركته لَهَا اطْمَأَن)
وَلما لم يتم الْحَج لأهل الْيمن كَمَا وصفناه قَالَ الشَّيْخ إِبْرَاهِيم بن صَالح فِي ذَلِك
(أظلما عَن الْبَيْت الْحَرَام نذاد ... على مثلهَا الْخَيل الْعتاق تقاد)
(وخسفا يسام الهاشميون إِنَّهَا ... لفادحة فِيهَا الحتوف عتاد)
(فَلَا نَامَتْ الأجفان يَا آل قَاسم ... وَكَيف وفيهن السيوف حداد)
(وَلَا حملتكم من نتايج داحس ... شوازب إِن لم يستشب زناد)
(إِذا لم يصن عرض الْخلَافَة فِيكُم ... فَمن أَيْن مجد طارف وتلاد)