براهين للْوَلِيّ المقبور بسعوان الْمُسَمّى بفليح مِنْهَا أَن رجلا دهن بِشَيْء من سليط مَسْجده فَسَقَطت لحيته إِلَى يَده وَلم نجد لَهُ ذكرا فِي التأريخ اليمنية الْقَدِيمَة والحديثة وَهَذَا الْمقَام العامر الْبُنيان لَا يشاد إِلَّا على من لَهُ شَأْن
وَفِي هَذِه الْأَيَّام اسْتَقر صفي الْإِسْلَام أَحْمد بالغراس بعد طلوعه من ضوران حَضْرَة الإِمَام فتعقب ذَلِك وُصُول السلطانين الواحدي والعولقي إِلَى حَضْرَة شرف الْإِسْلَام الْحُسَيْن بن الْحسن برداع ثمَّ إِلَى حَضْرَة الإِمَام فطالبهما بِحَدَث الْعَام الْمَاضِي وانتهاب الْقَافِلَة فأصلحا فِيهَا ثمَّ حصل التَّقَاصّ فِيمَا بَين أصحابهما فِي الْقَتْلَى الَّتِي ذهبت من بعد دُخُول الصفي الْمشرق فَزَاد لِلْوَاحِدِيِّ على العولقي قدر خَمْسَة عشر قَتِيلا فَأَما الْقَتْلَى الَّتِي من قبل فأغلق من دونهَا الْبَاب وَلم يجر فِيهَا قلم الْحساب وَكَانَ العولقي قد خرج فِي نَحْو ألف مقَاتل فَمَنعه السُّلْطَان صَالح الرصاص وَاخْتَارَ مِنْهُم مائَة نفر
وفيهَا وصل إِلَى حَضْرَة الصفي أَحْمد بن الْحسن قَاسم بن عَليّ شيخ ذِي مُحَمَّد كَذَا فِي أَرْبَعِينَ نَفرا وصحبته القَاضِي جمال الدّين عَليّ بن مُحَمَّد الْعَنسِي ثمَّ نفذ بِمن مَعَه إِلَى حَضْرَة الإِمَام يستعفيه عَن دُخُول مُحَمَّد بن أَحْمد إِلَى بِلَاده
وَلم يسعده الإِمَام وَأَعَادَهُ بِمن مَعَه إِلَى الْبِلَاد بعد أَن أنعم عَلَيْهِم بالكسوة والأعذار وَفِي خلال وصولهم الحضرة وعودهم تعرض جمَاعَة من ذِي حُسَيْن لطريق خيوان فصادفوا بهَا شريفا وَولده من حوث فِي الْجَبَل الْأسود فرموهما فأصيب ولد السَّيِّد
ثمَّ إِن مُحَمَّد بن أَحْمد نقل مخيمه إِلَى بلد الحراب رَأس وَادي المراشي وَهِي بَاب برط وَطَرِيقه فاضطرب حَال أهل بر بَين الرِّضَا بِدُخُولِهِ وَالْكَرَاهَة ثمَّ إِن الصفي أَحْمد بن الْحسن لما استشعر توانى الْأُمُور دهمه من جنسه بالجمهور وَجَاءَت طَريقَة بطن الْجوف وتوسط أَمَاكِن لَا يَأْمَن فِيهَا إِلَّا