اللامة وركزوا الْأَعْلَام عَلامَة وَالسَّيِّد الْحسن عِنْد أَن علم أَن هَذَا حَادث لَا بُد فِيهِ من النّظر واستجماع الأهبة أَخذ يداجيهم ببذل المَال وَهُوَ فِي أثْنَاء ذَلِك يَسْتَدْعِي الرِّجَال وَأخذ مِنْهُم صلح ثَمَانِيَة أَيَّام حَتَّى ينظر فِي أَمرهم وَكَانَ المخا قد انجفل عَنهُ أَكثر أَهله تخوفا على الْأَرْوَاح وَالْأَمْوَال مَعَ مَا كَانَ قد صدر من الفرنج من قَبِيح الْأَفْعَال فَإِنَّهُم انتهبوا قبل هَذَا الْوُصُول ثَلَاثَة أغربة الْغُرَاب الْخَارِج من عدن إِلَى المخا لصفي الْإِسْلَام أَحْمد بن الْحسن بن الإِمَام وغرابين آخَرين خرجا إِلَى عدن وَلما استولوا على الأغربة خرقوا الْبَعْض مِنْهَا وَعند أَن وصلت غَارة زبيد وموزع وجحاف اجْتمع بالمخا نِصَاب وافر وسكنت بعد ذَلِك الخواطر وَلما علم الفرتقال كَذَا أَن المخا قد غص بالأبطال بَادر قدر ثَلَاث مائَة نفر إِلَى قلعة فضلي وفيهَا جمَاعَة من الْمُسلمين فنصبوا لَهُم السلاليم وأذاقوهم الْعَذَاب الْأَلِيم وَكَانَ قد هرب مِنْهُم من لم يثبت فِي مَوَاقِف الصدام وَلَا يصده عَن شنار الفضيحة احتشام فَأَما الَّذين ثبتوا فَهَلَك مِنْهُم بِالسُّيُوفِ نفوس وَالْبَاقُونَ مارسوا أحوالا فِيهَا تَعب وبؤس إِلَى أَن لحقهم غوث المخا بغارة شعواء وألوية تذْهب باللأواء فرمت بنادقهم مَا فِي بطونها إِلَى ظُهُورهمْ وَرووا صدا سيوفهم من بحور نحورهم وَبعد أَن أذاقوا أَرْوَاحهم الْأَمريْنِ واحتزوا من رؤوسهم نَحْو الْعشْرين دفت ببقيتهم أَجْنِحَة غربانهم حَتَّى حطوا فِي وكر بَقِيَّة إخْوَانهمْ وَكَانُوا قد أرسو فِي الْبَحْر سفينهم وهيأوا هُنَاكَ كمينهم فَاجْتمعُوا كعصابة الرَّأْس وعادوا فِي ثَانِي يومهم للمراس وطمعوا فِي دُخُول البندر وانتهابه فأرسلوا عَلَيْهِ صواعق المدافع من بَابه وراموا تحريقه من جَانب غير حُصَيْن فانتبه لَهُم رصد ذَلِك الْمحل من الْمُسلمين