ومليحة بالحسن يسخر وجهها ... بالبدر يهزا ريقها بالقرقف

لا أرتضي بالشمس تشبيهاً لها ... والبدر بل أكتفي بالمكتفي " وهذا نوع من الجنون والاختلاط، وذلك أن هذا الشاعر كثيراً ما يسمع الشعر ويختلط فيه ذهنه، فيأتي به على غير ما يقتضيه، فإن ابن المعتز انشد البيت (?) وأراد كونها في الحسن كالشمس التي هي آية النهار أو كالبدر الذي هو آية الليل أو كالمكتفي الذي هو خليفة الأرض في عظم الشان وكبر السلطان، فنقله هذا الشاعر إلى الحسن، ومن أين للمكتفي صفة الحسن، والذي دلت عليه التواريخ أنه كان أسمر أعين قصيراً؟ " (?) .

ووقف عند قول ابن سناء الملك:

ألا فارفعي ذا الشعر عنا فإننا ... نغار عليه من ملاعبة الحجل

عجبت له إذ يطمئن معانقاً ... أما أذهل الخلخال خوف بني ذهل

بشوك القنا يحمون شهد رضابها ... ولابد دون الشهد من إبر النحل فاتهمه بفساد المعنى ونقضه وانه أراد أن يمدحهم فهجاهم لأنه جعل طعن رماحهم كإبر النحل، وإبرة النحل لا أثر لها ولا ألم يحصل منها؟ " ولولا وقوع هذا الشاعر في شعره وقلة معرفته وقصور فكره لما قال: بشوك القنا يحمون شهد رضابها، وكيف يحمى الشهد بالشوك (?)

وقال ابن سناء الملك:

لها ناظر يا حيرة الظبي إذ رنا ... به كحل ناداه يا خجلة الكحل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015