شيء بحسب ما هو عليه حتى يحاكي الأخلاق والنفس، ومثل على ذلك بقول أبي الطيب:

أتاك يكاد الرأس يجحد عنفه ... وتنقد تحت الذعر منه المفاصل

يقوم تقويم السماطين مشيه ... (?) إليك إذا ما عوجته الأفاكل صرف الاستدلالات إلى معنى التشبيه

أما حين تحدث عن أنواع الاستدلالات (الانكشافات) فإنه ابتعد فيها عن نص ارسطو ابتعاداً كلياً، فزعم أنها أنواع، منها:

(?) مجيء المحاكاة لأشياء محسوسة بأشياء محسوسة؟ " وجل تشبيهات العرب راجعة إلى هذا الموضع، ولذلك كانت حروف التشبيه عندهم تقتضي الشك ".

(2) مجيء المحاكاة لأمور معنوية بأمور محسوسة كقولهم في المئة: إنها " طوق العنق " وهذا كثير في أشعار العرب، وما كان منها غير مناسب في أشعار الحدثين فيجب أن يطرح كقول أبي تمام " لا تسقني ماء الملام "، كلك يطرح التشبيه بالخسيس ويكون الأشياء الفاضلة؛ ومن التشبيه الخسيس قول الشاعر في تشبيه الشمس " كأنها في الأفق عين الأحول ". وهناك أشعار هي في باب التصديق والإقناع أدخل منها في باب التخييل كقول أبي الطيب: " ليس التكحل في العينين كالكحل ".

(3) المحاكاة بالتذكر، وهو مثل قول متمم بن نويرة:

وقالوا أتبكي كل قبر رأيته ... لقبر ثوى بين اللوى والدكادكك

فقلت لهم إن الأسى يبعث الأسى ... دعوني فهذا كله قبر مالك ومنه ما جاء في شعر العرب من ذكر الطيف، وتصرفهم فيه كثير التفنن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015