، فَخَرَجُوا عَلَى بَعِيرَيْنِ، فَلَمَّا أَرَادَ ابْنُ جَهْرَاءَ أَنْ يَحْمِلَهُ قَالَ: ارْدُدْ عَلَيَّ الْبَعِيرَيْنِ أُطْعِمْكَ مِنَ الْخَضْرَاءِ أَكْرَاشَهُمَا؛ فَإِنِّي لَا أَرْكَبُ بَعِيرًا بَعْدَ الْيَوْمِ فَمَا أَرَى، فَنَحَرَهُمَا وَمَشَوْا جَمِيعًا، فَأَفْلَتَ وَقَالَ:
[البحر البسيط]
أَبْلِغْ لَدَيْكَ أَبَا حَفْصٍ مُغَلْغَلَةً ... عَبَدَ الْإِلَهَ إِذَا مَا غَارَ أَوْ جَلَسَا
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَجَّانِي وَسَلَّمَنِي ... مِنَ ابْنِ جَهْرَاءَ وَالْبُوصِيِّ قَدْ حَبَسَا
مَنْ يَرْكَبِ الْبَحْرَ وَالْبُوصِيُّ صَاحِبُهُ ... إِلَى حَضَوْضَى فَبِئْسَ الصَّاحِبُ الْتَمَسَا وَقَالَ:
[البحر المديد]
صَاحِبَا سُوءٍ صَحِبْتُهُمَا ... صَاحَبَانِي يَوْمَ أَرْتَحِلُ
إِنَّنِي بَاكَرْتُ مُتْرَعَةً ... مُزَّةً رَاوُوقُهَا خَضِلُ
فَمَشَيْنَا كُلُّنَا نَرْحَلُ ... فَإِذَا وَاللَّيْلُ مُعْتَدِلُ
إِذْ يَقُولَانِ ارْتَحِلْ مَعَنَا ... وَأَقُولُ إِنَّنِي ثَمِلُ
إِنَّنِي بَاغِيكُمَا غُنْمًا ... إِنَّنِي تَسْعَى بِيَ الْإِبِلُ "