عَامِرَ بْنَ الطُّفَيْلِ وَأَرِيَنَّهُ الْحُتُوفَ» ، فَأَمَّنَ الْقَوْمُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ سَيَأْتِيكُمُ الرَّاكِبُ الْمَيْمُونُ الَّذِي تُحِبُّونَ» ، وَأَشَارَ مِنْ قِبَلِ أَرْضِ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَبِرَةَ بْنِ أُنَيْسِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ عَامِرِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ بْنِ عَامِرِ بْنِ عَقِيلٍ، فَأَتَاهُ، فَأَعْجَبَهُ وَقَالَ: «مَا فَعَلَ قَوْمُكَ؟» قَالَ: قَوْمِي عَلَى مَا يُحِبُّ رَسُولُ اللَّهِ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ بِطَوَاعِيَتِهِمْ إِيَّاكَ وَحِرْصِهِمْ عَلَيْكَ فَقَالَ: «أَعْجَلُ قَوْمِكَ» ، وَمَسَحَ نَاصِيَتَهُ وَصَافَحَهُ وَقَالَ: «هَذَا الْوَافِدُ الْمَيْمُونُ» ، فَلَمَّا جَاءُوهُ قَالَ: «أَبَى اللَّهُ لِبَنِي عَامِرٍ إِلَّا خَيْرًا» ، فَدَفَعَ يَزِيدُ بْنُ مَالِكِ بْنِ خَفَاجَةَ إِلَى الضَّحَّاكِ بْنِ سُفْيَانَ الْبَكْرِيِّ الَّذِي جَعَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِدًا عَلَى سُلَيْمٍ وَعَامِرٍ، وَدَفَعَ إِلَيْهِ ذَاتَ الْأَذَنَةِ وَدِرْعَهُ وَحِصَانَهُ وَسَيْفَهُ، وَهُوَ سَلَبُ حَارِثَةَ الْكِنْدِيِّ. وَقَالَ مُزَاحِمُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عِقَالٍ الْخُوَيْلِدِيُّ:
[البحر الطويل]
أَحَارِثَةُ الْكِنْدِيُّ ذَا التَّاجُ إِنَّنَا ... مَتَى مَا نُوَاقِعُ حَارَّةَ الْقَوْمِ نَقْتُلِ
وَنُنْعِمْ وَلَا يُنْعَمْ عَلَيْنَا وَإِنْ نَعِشْ ... بَدَأْنَا وَأَبَدًا مَنْ يُظَالِمُ يَفْصِلِ
وَنَغْصِبْ وَلَا نُغْصَبْ وَتَأْسِرْ رِمَاحُنَا ... كِرَامَ الْأُسَارَى بَيْنَ نَعَمٍ وَمِحْوَلِ
وَقَالَ حَارِثَةُ:
[البحر الطويل]
يُرِيكَ شَرَاهَا يَا طُفَيْلُ بْنَ مَالِكٍ ... دِلَاصُ الْحَدِيدِ عَنْ أَشَمِّ طَوِيلِ
وَهُمْ سَلَبُوا ذَاتَ الْأَذَنَةِ عَنْوَةً ... وَهُمْ تَرَكُوا بِالشِّعْبِ أَلْفَ قَتِيلِ