فالمعنى في الوضع اللغوي لكلمة صابئ لا ينبئ من قريب أو من بعيد عن معنى مقدس، أراده العربي منها:
والصابئ عند العربي -مع العبري- كلمة وصفية تعطي معنى "زنديق" في العهد العباسي أو في عصرنا.
والعرف الجاهلي استعملها وأطلقها على كل من خرج عن دين الجماعة أو القبيلة، وعبر بها عن سخطه عندما أراد أن يسخط على كل من جانب دينه الرسمي أو مألوف وثنيته.
وعلى ذلك يكون معناها عند العربي واسعا: يتسع لمن استحدث دينا غير دين قومه، ووسعت أيضا كل من خرج من دينه إلى غير دين.
يقول الطبري: والصابئون جمع صابئ، وهو: المستحدث بسوى دينه دينا، كالمرتد في الإسلام عن دينه، وكل خارج من دين كان عليه إلى آخر غيره تسميه العرب: صابئا.
ثم قال: اختلف أهل التأويل فيمن يلزمه هذا الاسم من أهل الملل:
- فقال بعضهم: يلزم ذلك كل من خرج من دين إلى دين.
- وقالوا: الذين عنى الله بهذا الاسم قوم لا دين لهم1.
وهذا يذهب إليه الشهرستاني: عندما عدها نحلة ولم يجعلها دينا2.
فعندما يستعملها العربي فإنه يستعملها بمعناها اللغوي: الخروج أو الميل. قال المشركون للرسول: قد صبأ.
لذلك لم يؤمن بعض العرب برسول الله؛ لأنهم وضعوا في اعتبارهم أن الرسول وأصحابه من الصابئة، أي الخارجين على دين الجماعة.