الزوجية. فلما عقد مؤتمر مصر الجديدة (مايو 1911) قدمت له رسالة ضافية عن ترقية المرأة المصرية جعلت أساس مذهبها في تحرير المرأة تقرير المساواة لا على وجه الاطلاق بل في حدود الاعتدال والدين وقال عنها لطفى السيد أنها (اكتب امراة قرانا لها في عصرنا الحديث).
ولم يحل الموت دون مهاجمة آراء قاسم فقد قام معارضوه بعد وفاته في نفس اليوم (يونية 1908) الذي أقيمت حفلة لتأبينه تحت قبة الفورى بعقد اجتماع برئاسة الشيخ شاويش وتوالت هذه الحملات في صحف الحزب الوطنى بينما دافعت (الجريدة) لسان حال حزب الأمة عنه.
وكان الرجال هم حملد لواء تحرير المرأة والدفاع عنها، هذا الدفاع الذي امتد بعد اغلاق الجريدة 1915 إلى مجلة السفور التي أصدرها عبد الحميد حمدى وجعل رسالتها مشتقة من اسمها واستمرت تعمل سبع سنوات حتى كانت الثورة الوطنية 1919.
وقد حدث هذا في نفس الوقت الذي كان الكتاب الرجال في أوربا يدعون إلى تحرير المرأة ومساواتها في الحقوق مع الرجال وخطاب اميل فاجيه في الاكاديمية الفرنسية (1910) مشهور حيث أبدى أسفه لحرمان المرأة حق الالتحاق بالأكاديمية.
وكان لاعلان الدستور العثمانى 1908 أثره في تركيا والعراق والشام فقد ظهرت أمينه سامى الكاتبة المشهورة وحررت خالده أديب في جريدة طنين لسان حال جمعية الاتحاد والترقى ودعت إلى تحرير المرأة ووجوب تعليمها ومساواتها بالرجال، وكان لها أثرها في فتح باب التعلم أمام المرأة بمساعدة نجية هانم. وقد اختار نادى الوجاق خالدة عضوا وحيدا من الجنس اللطيف بها وألفت عام 1912 أول كتاب (طوران الجديدة) 1912 في تأييد الجامعة الطورانية وقد وصلت خالدة بعد إلى قريب من منصب الوزارة في عهد مصطفى كمال (أتاتورك).
وفي هذه الفترة بدأ الزهاوى في العراق حملة لتحرر المرأة فلقى مصادمة وخصومة وأعراضا.
أما عائشة التيمورية (1912) ووردة اليازجى (ت 1924) فأنهما لم يحفلا بالدعوة إلى تحرير المرأة -ولم يعرضا لمشاكلها الاجتماعية.
ثم أسست أول رابطة نسائية باسم جمعية الرقى الأولى للسيدات وبدأت المرأة تدخل الجامعة المصرية القديمة التي افتتحت عام 1908 وتلقى بها محاضرات أمثال ملك ناصف ونبوية موسى ولبيبة حاشم ورحمة صروف ومى زيادة.
***
(3 - ثورة 1919)
وكان لثورة 1919 أثرها الواضح في دخول حركة تحرير المرأة دورها الايجابى فقد اشتركت المرأة المصرية في مظاهرات مارس 1919 وهزت الفكر العربي الحديث حيث وصفها الشيخ محمود أبو العيون _1/ 2/1992 - الأهرام) فقال: أنه ليس أكبر أثرا مما رأى الناس وشهد التاريخ يوم مظاهرة النساء أمام بيت الأمة اذا أحاط المجند المسلح بالمدافع والحراب جائين على ركبهم مستعدين للنزال فأنبرت فتاة منهن فاتحة صدرها قائلة لقائد الجند هذا صدرى اقتلنى أن أردت فسأموت شهيدة الايمان والعقيدة الوطنية المقدسة وقالت (عزيزة على فوزى- الأهرام 2/ 3/1932) ان النساء خرجن بالرغم مما أرسلت به اليهن الحكمدارية الانجليزية مهددة أياهم أن لا يمرحن، خرجن سائرات على الآقدام ومشينا الهوينا " ثم التقينا (وقد شهدت المظاهرة واشتركت فيها) فاذا بالجنود حيطة بنا والعربات الصفحة تصوب مدافعها علينا، والطيارات تحقق في الجو وتبدى أسلحتها في أشعة الشمس فتبرق والشمس تصلينا نارا وتسعر باظاها رعوسنا وقد
حارصنا جنودهم البواسل أكثر من ثلاث ساعات".
وقد استشهدت االمرأة المصرية في ثورة 1919: وحفظ التاريخ أسماء الشهيدات: شقشقة محمد وفهيمة رياض وعيشة عمر وحميدة خليل وقد سبق بعضهن إلى واتخذن من سجنهن أوكارا الحركة الوطنية وكان لهن فضل اخفاء المنشورات السرية وتوزيعها.
وعندما أعلن الحاكم البريطانى فصل كل موظف لا يعود عمله في اليوم التالى توجه عدد كبير من النساء المصريات إلى أبواب الوزارات والمصالح ورابطن بها ومعهن سلال الخبز والطعام والنقود فكن اذا رأين موظفا وتسللا بادرن بملاقاته قائلات له "هذا هو الخبز اذا كنت جائعا وهذا المال اذا كنت محتاجا فيعود خجلا وعندما أعانت مقاطعة البضائع الانجليزية بادرت