العربي المعاصر في معركة التغريب والتبعية الثقافية) ومن هنا فقد انجاب كثير من الاتهام الظالم الذي كنا نخوض فىه دون وعى والذى عرفته جميع كتب التاريخ المقررة في مدارسنا ومعاهدنا عن مظالم الدولة العثمانية واستبداد السلطان عبد الحميد وقد كان لنا أن نعرف أن المرحلة المضطربة التي يوجه فىها إلى الاتهام إلى الدولة العثمانية هى مرحلة توفى الاتحاديين للحكم بعد عزل السلطان عبد الحميد منذ 1909 إلى عام 1918، فالاتهامات التي توجه في هذه المرحلة هى موجهة في الحقيقة على الاتحاديين الذين احتوتهم المحافل الماسونية ودفعوا الدولة العثمانية إلى الدخول في الحرب العالمية الأولى، والذين سلموا طرابلس الغرب للايطاليين والذين فتحوا الطريق لليهود إلى القدس بعد وقفة السلطان عبدالحميد الكريمة في مقاومة مؤامرة هرتزل بكلمته الحاسمة له والتي كانت مصدر الحملة التي شنتها الصهيونية عليه بقصد هدم شخصيته في نظر العرب توطنه لاسقاطه حتى وصف بالمستبد الأحمر وما روى عنه من أكاذيب.

وقد صححت موقفى من السلطان عبدالحميد بعد أن كشف خطورة مدحت والاتحاديين وقد ثبت أن الدولة العثمانية لم تكن مصدر التأخر أو التخلف الذي كان يسود البلاد العربية وانما كان لذلك مصادر أخرى، فضلا عن عظمة الدور الذي قامت به الدولة العثمانية في حماية الوجود العربي من زحف الحملات الصليبية مرى أخرى بذلك الترابط الإسلامي الذي جمع الأتراك والعرب تحت لواء الخلافة إسلامية، وقد صححت موقفى بأن الأمة هى أمة واحدة: هى الأمة الإسلامية وأن المنطقة العربية هي وطن أو كيان وأنه ليس من المقبول القول بأمة عربية وأمة إسلامية أو بأمتين أو اعطاء الوطن العربي أكثر من مكانه الصحيح في دائرة الوحدة الإسلامية.

وكان خير ما قدم في هذا المعنى ما رسمه الاستاذ الامام حسن البنا من تحديد الدوائر الثلاث: الوطنية والقومية والإسلامية وتكاملها كذلك فقد كان واضحا ان الوحدة العربية هى صحية تجمع واخاء اتسع نطاقها في الحقيقة بعد سقوط الخلافة الإسلامية كحاولة الالتقاء حول هدف أصغر مع التنادى والتعاهد على اعادة الخلافة وقد كان ذلك مادة في برامج جميع الحركات الإسلامية، ولقد كان هناك تفرق واضح عميق بين مفهوم الوحدة العربية كما تحدث به رجال اليقظة الإسلامية وبين مفهوم القومية الوافد الذي دعت اليه بعض الاحزاب العلمانية مفرغا من العقيدة والتعارف الإسلامي جامعا بين العرب والترك والفرس والهند ... الخ.

وقد تغير رأيى في عدد م الشخصيات في مقدمتها رفاعة الطهطاوي الذي ليستوعب الخلاف العميق بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي (والفرنسي) حين ظن ان ما يقدمه الفكر الغربي يمكن ان يقبل في أفق الإسلام كذلك صححت رأيى في دعوة عبد الرحمن الكواكبى بعد أن تبين أنه كان من دعاة خلافة عربية هى من أفكار الماسونية.

وكذلك صححنا موقفنا من قضة ما يسمى تحرير المرأة والمؤامرة التي كانت وراء قاسم أمين وصالون نازلي فاضل.

وقد كان موفى من الصهيونية وأنها واليهودية وجهان لعملة واحدة واضحا وقد اتهم هذا الموقف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015