استقر بنو هود، الذين حكموا سرقسطة في عصر ملوك الطوائف، في المنطقة الأخرى وهم ينتمون إلى هود الجذامي، الذي هو الداخل الأول من هذه العشيرة إلى الأندلس، وسكنت جماعات أخرى من بني هود في كورة البيرة في إقليم غني سمي باسمهم إقليم بني هود (?).
أما عشيرة معافر، فتعد من أولى العشائر العربية التي استقرت في الأندلس. وقد جاءت هذه العشيرة مع حملة طارق بن زياد، وكانت بقيادة عبد الملك بن أبي عامر المعافري، الذي لعب دوراً بارزاً في افتتاح الجزيرة الخضراء وحصن قرطاجنة. وقد استقر هو وأتباعه في الجزيرة الخضراء، وبعد ذلك انتشر أعقابه في البلاد، ومنهم الوزير المشهور والحاجب ابن أبي عامر المنصور (?). وينتمي إلى عشيرة معافر أسر عريقة أخرى في الأندلس، مثل بنو جحاف في بلنسية، وبنو منخل في جيان (?)، وبنو شراحيل في قرطبة (?). وكانت إحدى القرى التي تقع إلى الجنوب من إشبيلية تعد من أهم أماكن استقرار هذه العشيرة، وقد سميت باسمها "قرية كنتش معافر" (?). ويبدو أن هؤلاء جاؤوا بعد الفتح، وأُقطعوا أراضي من خمس الخلافة. ويدل على ذلك أن كلمة "كنتش" ما هي إلا تحريف للكلمة اللاتينية Quintus (Quinto بالاسبانية) التي تستعمل للدلالة على الخمس من ممتلكات أو مزارع الفرد (?).
وقد ضمت حملة موسى بن نصير مجموعة من رجال القبائل الذين ينتمون إلى عشيرة تجيب، وكانوا بقيادة قادة من أمثال سليمان بن قيس التجيبي الذي شهد على معاهدة الصلح مع تدمير (?). وقد سكن عدد كبير من هذه العشيرة في منطقة الثغر