الأسلحة والذخائر. وقد صقلت الحروب والغزوات المستمرة كفاءة الجيش ودرّبته، وأمدته بطائفة من أمهر القادة وأشدهم بأساً في الحروب، وكان إقدام الخليفة على تولي قيادة الجيش بنفسه مجدداً لعهد الحماسة الحربية والانتصارات الباهرة (?).

واستمر الخليفة الناصر يعتمد على الصقالبة في جيشه وبوّأهم مكانة مرموقة في الجيش والقصر. وكان لهذه السياسة التي أسرف الناصر في اتباعها، أسوأ الأثر في نفوس الزعماء العرب، وفي انحلال قوى الجيش المعنوية. وهذه الأمور من الأسباب التي أدت إلى هزيمة الناصر في معركة الخندق عام 327 هـ/939 م التي خاضها ضد مملكة ليون. والتي نجا منها وقليل من أتباعه بأعجوبة (?). وبعد هذه المعركة لم يخرج الناصر إلى محاربة الأعداء، واكتفى بتزويد الأسر المتنفذة في منطقة الثغر الأعلى والثغر الأوسط بالمال والعتاد والرجال لكي يقوموا بواجب الجهاد سنوياً ضد الممالك الإسبانية المجاورة (?).

واستمر الخليفة الحكم المستنصر 350 - 366 هـ يعتمد على الصقالبة، وأعطاهم قيادة الجيش وأهم المناصب. وكان في الوقت نفسه يراقب تحركات الممالك الإسبانية بدقة، على الرغم من ميل هذه الممالك إلى المهادنة والسلم مع حكومة قرطبة (?).

ومع هذا كان الخليفة الحكم يقود أحياناً الجيوش بنفسه إلى الشمال الإسباني، كما حصل في عام 352 هـ، وأحياناً يعهد قيادة الجيش إلى القائد غالب بن عبد الرحمن، وحيناً آخر يكلف قادة أسرة بني تجيب العربية أمراء سرقسطة بهذه المهمة (?).

وفي فترة الحجابة 366 - 399 هـ وعندما سيطر الحاجب المنصور على الأمور، قام بتنظيم الجيش، فأنشأ فرقاً جديدة من البربر وبخاصة من زناتة وصنهاجة، ومن الجند الإسبان من ليون والنافار وقشتالة، وبذل لهم الأموال السخية، واجتذب قلوبهم بماله وعدله. وغير الحاجب المنصور أنظمة الجيش القديمة، فقدم رجال البربر، وأخر زعماء العرب وأقصاهم من مناصبهم، وفرق جند القبيلة الواحدة في صفوف مختلفة، وكانوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015