من رجالها القائد عبد الكريم بن عبد الواحد بن مغيث وبخاصة في عهد الأمير الحكم والأمير عبد الرحمن، وأخيه القائد عبد الملك (?).
كما اعتمدت حكومة الإمارة على أسر عربية ومولدة وبخاصة في مناطق الثغور، وكلفتها مهمة مجاهدة الممالك الإسبانية القريبة من أراضيها، أمثال أسرة بني تُجيب العربية وأسرة بني الطويل وبني عمروس وأسرة بني قسي المولدة في منطقة الثغر الأعلى، وأسرة بني سالم البربرية وأسرة بني ذي النون البربرية في منطقة الثغر الأوسط.
وعلى الرغم من وجود علاقات متشابكة بين هذه الأسر أولاً وبينها وبين حكومة قرطبة وصفت أحياناً بالعداء، إلا أن هذه الأسر وبخاصة في عصر الإمارة كان لها دور مشرف في مجاهدة الممالك الإسبانية المجاورة لها أحياناً بمفردها، وأحياناً بالإشتراك مع قوات قرطبة الزاحفة إلى الشمال (?).
ومما يلاحظ أيضاً في عصر الإمارة أن الأمير الأندلسي أحياناً يخرج بنفسه إلى الشمال الإسباني في حملات الصوائف من أجل تأديب الممالك الإسبانية، أو رد اعتدائها على الأراضي الأندلسية، وأحياناً أيضاً يرسل ولي عهده في قيادة الجيش مع صحبة خيرة قواته. فمثلاً الأمير الناصر خرج عام 311 هـ إلى بلاد النافار وسميت هذه الغزوة بغزوة بنبلونة، ورجع إلى قرطبة بعد أربعة أشهر، بعد أن دمر أهم مدن وحصون النافار (?). والأمير عبد الرحمن الأوسط سار بنفسه عام 225 هـ إلى مملكة ليون وافتتح الكثير من حصونها (?). وفي عام 235 هـ أرسل الأمير عبد الرحمن الأوسط إبنه المنذر إلى مملكة ليون أيضاً، وأحرز النصر هناك (?)، وهناك عشرات الأمثلة لهذا الأمر.
وبقيت هذه المظاهر العامة نفسها، مستمرة في عصر الخلافة 316 - 422 هـ. وقد بدأ الخليفة الناصر (300 - 350 هـ) اهتمامه بالجيش الذي أصبح عماد الدولة وسياج الملك، فسهر على إصلاح الجيش الذي أضناه الكفاح ضد حركات التمرد وضد الممالك الإسبانية، وحشد له الجند من سائر أنحاء الأندلس والمغرب، واستكثر من