وفي هذا العصر ظهرت البوادر الأولى للأدب العربي المتمثل في الشعر والنثر والخطابة، فهناك أبيات من الشعر نُسبت إلى فاتح الأندلس الأول طارق بن زياد منها:

ركبنا سفيناً بالمجاز مقيَّرا ... عسى أن يكون الله منّا قد اشترى (?)

ونسب إليه الخطبة المشهورة: " أيها الناس، أين المفر ... "، فلو صحت نسبة

هذين النصين إلى طارق بن زياد، لقررنا أن هذين النصين كانا أول أدب عربي ظهر في الأندلس خلال عصر الولاة، إلا أن الشك يدور حول نسبة هذين النصين إلى طارق بن زياد، وقد قدم بعض الباحثين دراساتهم في هذا المجال (?).

إلا أن بعض المصادر حفظت لنا بعض الشعراء في عصر الولاة ونماذج من شعرهم، ويأتي في طليعتهم: أبو الأجرب جعونة بن الصمة الذي هجا الصميل بن حاتم زعيم القبائل القيسية ومن ثم مدحه بعد ذلك، وكذلك بكر الكنائي، وقد سأل أبو نواس عباس بن ناصح عندما التقى به في العراق عن هذين الشاعرين وعن نماذج من شعرهما.

ومن شعر جعونة:

ولقد أراني من هواي بمنزل ... عال ورأسي ذو غدائر أفرعُ

والعيش أغيد ساقط أفنانه ... والماء أطيبه لنا والمرتع (?)

ومن شعراء هذا العصر أيضاً، الوالي أبو الخطار حسام بن ضرار الكلبي 125 - 128 هـ/743 - 746 م، والذي كان يلقب بعنترة الأندلس (?)، ومن شعره:

فليت ابن جواس يخبر أنني ... سعيت به سَعْيَ امرئ غير عاقلِ

قتلتُ به تسعين تحسب أنهم ... جذوع نخيل صُرِّعت في المسايل

ولو كانت الموتى تباع اشتريته ... بكفي وما استثنيت منها أناملي (?)

هذه النماذج البسيطة من الشعر قالها شعراء مشارقة وفدوا إلى الأندلس، فهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015