إلى طارق بن زياد، حاكم مدينة طنجة، وأعلمه برغبته في الانتقام واستعداده لمساعدة العرب في حرب القوط الغربيين (?).
ولا نجد هذه القصة في المصادر الاسبانية المعاصرة للأحداث، ولكن بمرور الزمن انتقلت هذه القصة إلى القصص الاسباني والأغاني الشعبية الاسبانية التي تعرف باسم Romancero. ثم اختلطت هذه الروايات بالتاريخ الاسباني كما لو أنها كانت حقيقة واقعة (?). ويختلف المؤرخون المحدثون في هذه القصة، فمنهم من يرى أنها صحيحة، ومنهم من يرى أنها من اختراع القصاص (?). وعلى أية حال، فنحن لا نستطيع الاعتماد عليها كثيراً في تعليل تعاون جوليان مع العرب، نظراً للظروف السياسية التي كانت تحيط بسبتة والتي دفعته أخيراً إلى الوقوف مع العرب في عملية الفتح.
وفي الحقيقة تتضارب الآراء بشأن شخصية جوليان حاكم سبتة فهناك من يرى أنه قوطي الأصل، وهناك من يرى أنه بيزنطي، أو بربري من قبيلة غمارة، ولكن معظم الروايات تتفق على أنه كان يحكم سبتة وما يجاورها في الوقت الذي وصل فيه العرب إلى الطرف الغربي الأقصى من شمال أفريقيا. ومن المرجح أنه كان الحاكم البيزنطي لإقليم موريطانيا الطنجية Mauretania Tingitania الذي كان تابعاً للإمبراطورية البيزنطية، ولكنه بعد تقدم العرب في شمال أفريقيا انقطعت به الأسباب عن بيزنطة، فأصبح مستقلاً في هذه الناحية، واضطر للاتصال بالقوط في عهد الملك غيطشة، وقام بين الاثنين تعاون قوامه إرسال المؤن والامدادات من إسبانيا إلى جوليان. ويبدو أن موت غيطشة واستيلاء لذريق على العرش قد وضع حداً لهذه العلاقات الطيبة لا سيما أن جوليان كان من أصدقاء غيطشة. ولهذا فلم يكن أمام جوليان إلا الرضوخ للعرب والتعاون معهم، لا سيما أنه رأى أن الأمور تسير لصالح العرب والمستقبل يبشر بتفوقهم على القوى الأخرى في المنطقة. وقد أخفق موسى بن نصير في أن يسيطر على سبتة