الثانية: -

إن بعض ممالك الطوائف مثل مملكة بلنسية ومملكة الجزائر الشرقية دخلتها القوات المرابطية لإنقاذها من خطر هجمات الإسبان، أي أن هذه الممالك هي التي طلبت العون من المرابطين فبعد أن كانت مملكة بلنسية مسرحاً لهجمات الإسبان 479 - 495 هـ وخاصة هجمات السيد الكمبيادور (فارس قشتالي مغامر)، الذي عاث في المنطقة فساداً، وأرهق أهلها، وتصدى للقوات المرابطية خلال هذه الفترة الطويلة.

وبعد موت الكمبيادور عام 492 هـ/1099 م تعاونت زوجته خمينا مع ألفونسو السادس من أجل التصدي للقوات المرابطية التي دخلت المدينة عام 495 هـ/1102 م بعد إرهاق شديد فوجدوها أطلالاً دارسة (?). أما الجزائر الشرقية (البليار) فقد تعرضت لهجمات الأساطيل الإسبانية والإيطالية في عام 508 هـ/1114 م، وبعد مقاومة عنيفة دخلت هذه الأساطيل أهم جزرها وهي جزيرة ميورقة وعملت فيها الخراب والدمار. فاستعان أهل الجزائر الشرقية بالمرابطين الذين أنجدوهم بأسطول بحري دخل الجزائر في عام 509 هـ/ 1116 م وبذلك تدخل الجزائر الشرقية في حوزة المرابطين (?).

جهاد المرابطين للممالك الإسبانية 483 - 542 هـ:

كانت الممالك الإسبانية المعاصرة لهذه الفترة هي:

أ - مملكة قشتالة وليون 483 - 542 هـ وكان أشهر ملوكها:

1 - ألفونسو السادس 458 - 502 هـ/1065 - 1109 م.

2 - أوراكة ابنته 502 - 520 هـ/1065 - 1126 م.

3 - ألفونسو السابع (السليطين) 520 - 552 هـ/1126 - 1157 م.

يبدو لنا من استعراض الروايات التاريخية التي تناولت المعارك العسكرية بين المرابطين ومملكة قشتالة وليون خلال هذه الفترة، أن هذه المعارك مرت في مرحلتين:

المرحلة الأولى 483 - 523 هـ:

في هذه المرحلة كان التفوق العسكري للجيوش المرابطية التي بادرت بالهجوم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015