تاشفين بقواته صوب مدينة طليطلة عاصمة مملكة قشتالة وشدد حولها الحصار، ووصل في زحفه إلى مدن الحدود مما يلي شمالي طليطلة، ثم حاصر مدينة قلعة رباح الواقعة على الطريق المؤدية إلى مملكة قشتالة (?).
تصدى لهذا الزحف المرابطي ألفونسو السادس ملك قشتالة فانسحبت القوات المرابطية دون أن تدخل في معركة حاسمة مع الإسبان، ولم تشترك القوات الأندلسية في هذه الحملة، مما أدى إلى تذمر يوسف بن تاشفين، إضافة إلى أن ملوك الطوائف أحسوا بنوايا يوسف بن تاشفين نحوهم فباتوا يترقبون الأمور الجسام (?).
عاد أمير المرابطين بقواته من أحواز طليطلة صوب الجنوب، بعد أن قطع الصلة بين ملوك الطوائف والإسبان ليضع بداية النهاية لملوك الطوائف.
القضاء على ممالك الطوائف 483 - 509 هـ
ثمة ظاهرتان يمكن ملاحظتهما في هذا الموضوع:
الأولى: -
إن أكثر ممالك الطوائف سيطرت عليها القوات المرابطية نتيجة تعاون ملوكها مع الإسبان وموقفهم المضاد للمرابطين، ولهذا سيطرت القوات المرابطية على هذه الممالك تباعاً:
فسيطرت على مملكة غرناطة عام 483 هـ/1090 م، وعلى مملكة إشبيلية عام 483 - 484 هـ/1091 م، وعلى مملكة المرية عام 484 هـ/1091 م، وعلى مملكة مرسية عام 484 هـ/1091 م وعلى مملكة بطليوس عام 488 هـ/1095 م، وعلى إمارة البونت عام 496 هـ/1103 م، وعلى إمارة شنتمرية الشرق (سهلة بني رزين) عام 497 هـ/1104 م، وعلى مملكة سرقسطة عام 503 هـ/1110 م. وقد تمت هذه السيطرة بعد جهود كبيرة قامت بها القوات المرابطية في مقاومة الخطر الإسباني المساعد لملوك الطوائف أولاً، وبمقاومة ملوك الطوائف الذين تصدوا للقوات المرابطية ثانياً (?).