وترضيته بأموال باهظة (?) وبدأت أحوال هذه الدويلة تجنح للتفسخ عندما بدأ الصراع بين أفراد الأسرة الحاكمة نفسها، فاستقل تميم بن باديس بحكم مالقة وما جاورها، وبدأ صراع بين الأخوين، أهدرت خلاله قوى هذه الدويلة واستمر حكم عبد الله حتى دخول القوات المرابطية غرناطة سنة 483 هـ (?).

6 - دويلة بلنسية:

بلنسية من القواعد المهمة في شرق الأندلس، تداولها العديد من المتغلبون بعد انفراط عرى الوحدة السياسية في البلاد، وأول من سيطر عليها الصقالبة الذين وجدوا فيها ملاذاً أميناً لهم، عندما خرجوا من قرطبة إبان الفتنة التي اضطرم لظاها بعد مقتل الحاجب عبد الرحمن شنجول آخر العامريين.

حكمت بلنسية لفترة من قبل مجاهد العامري، ثم غادرها إلى دانية بعد أن انتقل حكم المدينة إلى الفتيان العامريين من الصقالبة وكان على رأسهم الفتيان مبارك ومظفر، اللذان اشتركا معاً في إدارة وحكم المدينة وما يتبعها من المدن والمناطق، وإن كان لمبارك التقدم في الرتبة والرئاسة على زميله الآخر، وقامت سياستهما على فتح أبواب المدينة للوافدين من أبناء جلدتهم الصقالبة، والعناصر الأخرى المناصرة لهم، مما أضاف قوة إلى قوة الموجودين في المدينة منهم (?).

وكانت بلنسية على علاقات طيبة مع معظم مدن شرق الأندلس وفي صراع مستمر مع حكام سرقسطة الذين كانوا يرومون التوسع على حساب مناطق شرق الأندلس.

انتهت دولة هذين الفتيين سنة 408 هـ لتحكم من قبل لبيب العامري ومجاهد العامري، ولكن الأمور لم تستو لهما، فعندما دب النزاع بينهما واشتد الخلاف حسم الأمر بتقديم عبد العزيز بن عبد الرحمن شنجول سنة 411 هـ/1021 م (?).

ولكن هذا التقديم لم يكن ليرضي كبار الصقالبة فعمد خيران الصقلبي صاحب المرية ومرسية وأوريولة من باب المنافسة الشرعية والمحافظة على ما يملكه إلى ترشيح محمد بن عبد الملك بن المنصور ابن أبي عامر ولقب بالمعتصم، لكن الظروف التي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015