وبإعدام المستعين في التاريخ المذكور آنفاً تبدأ سلسلة الخلفاء الحموديين الذين حكموا الأندلس وأولهم:
علي بن حمود، وحكم قرابة سنة قبل مقتله سنة 408 هـ/1018 م (?) ثم تولى بعده أخوه القاسم بن حمود (408 - 412 هـ/1021 م) ثم يحيى بن حمود (412 - 413 هـ/ 1022 م).
ثم القاسم بن حمود وللمرة الثانية (413 - 414 هـ/1023 م)، وفي عهده انتهت خلافة هذه الأسرة (?)، وانتقلت إلى الأسرة الأموية مرة أخرى؛ وأول خلفائهم: عبد الرحمن بن هشام بن عبد الجبار الملقب المستظهر بالله، وقد قتل في السنة التي تولى فيها أمر الخلافة - أي سنة 414 هـ/1024 م. ثم أعقبه محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الناصر الملقب المستكفي بالله واستمر حتى مقتله سنة 416 هـ/1025 م (?).
ثم عادت الخلافة إلى الأسرة الحمودية وتولاها منهم:
يحيى بن حمود للمرة الثانية، ثم أفلَ نجم هذه الأسرة لتعود إلى بني أمية مرة أخرى، حتى مل الناس تلك الشخصيات، وثقلت ألقابهم أمام ندرة أعمالهم وقلة تدبيرهم، وانتهى الأمر في سنة 422 هـ/1031 م بعزل هشام الثالث المعتد بالله آخر الخلفاء الأمويين، وإلغاء الخلافة نهائياً عن الأندلس، بعد أن عجزت عن إقرار الأمور، وفرض سلطانها على العاصمة قرطبة، ناهيك عن إقرار تلك السلطات في بقية مدن الأندلس الأخرى؛ وفي قال ابن الخطيب السلماني: " ومشى البريد في الأسواق والأرباض بأن لا يبقى أحد بقرطبة من بني أمية ولا يكنفهم أحد " (?).
وهكذا انحدرت الأندلس، في النصف الأول من القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي) عقب سقوط الخلافة العربية إلى درك من التمزق والفوضى، وآلت البلاد بعد أن كانت وحدة موحدة " تمتد من ضفاف دويرة شمالاً إلى مضيق جبل طارق جنوباً، ومن شاطئ البحر المتوسط ومن طركونة شرقاً حتى شاطئ المحيط (الأطلسي) غرباً " (?). إلى أشلاء ممزقة، وولايات ومدن متخاصمة يسيطر على كل منها حاكم