المتمردين فيه عبيد الله بن أحمد بن الشالية الذي خارت قواه بعد سقوط حصن المنتلون، فاستسلم دون مقاومة ونزل عن جميع معاقله وحصونه وكان عددها يقارب المائة (?) وفضلاً عن ذلك فقد تم تطهير العديد من الحصون التي كانت تدين بالولاء لعمر بن حفصون كحصن بكور وحصن قاشترة وحصن شنترة وحصن أقليق (?).
وبعد أن تم تحرير كورة جيان، اتجهت القوات الرئيسة حيث تم تطهير كورة البيرة من فلول عصابات ابن حفصون، ولم يلق الأمير صعوبات في اقتحام الحصون وإن كان حصن شبيلش قد امتنع لفترة (?)، وكان عمر بن حفصون يمتنع فيه قبل أن يحس بعدم جدوى المقاومة فتسلل هارباً يريد قلعة أبيه ببشتر (?).
وأعقب سقوط حصن شبيلش سقوط مجموعة من الحصون الأخرى كحصن اشتبين قرب ألبيرة، وحصون وادي آش وغيرها (?).
وقد شعر ابن حفصون بهذا الجزر الذي أصاب نفوذه فأراد أن يحقق انتصاراً يعادل خسائره، فقرر احتلال غرناطة، ولكنه رد على أعقابه بعد أن اعترضته قوات الدولة في منطقة البيرة ومنعته من تحقيق هدفه (?).
وتعد هذه الحملة أولى الحملات التي قادها الأمير عبد الرحمن بنفسه وقد استغرقت ثلاثة أشهر من شهر شعبان إلى عيد الأضحى من سنة 300 هـ وتعرف في المصادر العربية باسم (غزوة المنتلون) وكان من نتائجها:
تحرير أكثر من سبعين حصناً من أهم الحصون سوى ما يلحق بهذه الحصون وما حرر بتحريرها من الأماكن والأبراج والقصبات والتي عدها ابن حيان بما يقارب الثلاثمائة (?).
وإذا كانت هذه العمليات العسكرية قد حالفها النجاح في تطويع الأقاليم وتمشيط الحصون المتمردة فإن حصن ابن حفصون ببشتر ظل في منأى عن السقوط، رغم