عن المطالبة بإمارة الأندلس. وهناك إشارة إلى أن الوفد عرض على عبد الرحمن أيضاً ولاية منطقتين، هما جند دمشق في البيرة، وجند الأردن في رية (?). وقد سار الرسل نحو طُرش، ولكنهم ما إن وصلوا إلى أُرش Orch في أدنى كورة رية، حتى تركوا أحدهم مع الهدايا، حيث كان عليه أن يرجع بها إلى قرطبة في حالة عدم التوصل إلى اتفاق مع عبد الرحمن. وكان الوفد يحمل تعليمات بعرض الصلح والمصاهرة والسلم على عبد الرحمن، وقد مال بعض مؤيديه إلى قبول ذلك، فطلب الأمير من أبي عثمان أن يجيب على رسالة يوسف بالقبول. ويبدو أن أبا عثمان لم يكن راضياً عن نتائج المفاوضات، ولهذا فقد افتعل خصاماً مع أحد الرسل بشأن الرد على الرسالة، وألقى القبض عليه. ثم ذكر الموالي الأمويون لعبد الرحمن أن هذا الحادث هو فاتحة خير ونصر لهم جميعاً على يوسف الفهري. ثم أطلقوا سراح الرسول الثاني، وحاولوا الاستيلاء على الهدايا المخلفة مع الرسول الثالث في أرش، لكن الأخير، وقد علم بنبأ الخصام، نجح بالفرار إلى قرطبة (?).
تنظيم أنصار عبد الرحمن وبدء الصراع مع يوسف الفهري:
لقد كان زعماء موالي بني أمية يعرفون موقف الصميل الدقيق من الأمر، ولا يعتقدون أبداً بإمكانية التوصل إلى حل وسط بين الطرفين. ومن هنا فقد شرعوا فور وصول عبد الرحمن إلى الأندلس بالقيام بسلسلة من الاتصالات مع مختلف الجماعات في المناطق المجاورة. فتوجه يوسف بن بخت إلى كورة رية حيث ضمن تأييد جند الأردن. وكذلك سار عبد الله بن خالد إلى جند فلسطين في شذونة. أما أبو عثمان فقد بقي في طُرش ليهتم بأمر عبد الرحمن، وينظم أولئك الذين جاؤوا لنصرته. ولقد كانت ردود فعل الجندين المذكورين آنفاً مشجعة جداً، أما جندا قنسرين ودمشق، فقد وقفا إلى جانب يوسف والصميل، باستثناء بعض أفرادهما الذين انضموا إلى عبد الرحمن. وقد قرر موالي بني أمية وعبد الرحمن مغادرة كورة البيرة لعدم توفر مؤيدين كثيرين في هذه الكورة. وكانت خطتهم السير إلى الأجناد التي تضم أهل اليمن فى رية وشذونة وإشبيلية، أي أجناد الأردن وفلسطين وحمص. فساروا بستمئة فارس إلى كورة رية. وقد أيد قائد جند الأردن، جدار بن عمرو، عبد الرحمن، وطلب من خطيب جامع